مسؤول: واشنطن وافقت على تغيير سياسة تغطية وسائل إعلام تموّلها للشأن العراقي





قال مسؤول عراقي بارز في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "الخارجية الأميركية استجابت لطلب عراقي بشأن تغطية ونهج عدد من المؤسسات الإعلامية الأميركية الناطقة بالعربية والموجهة للعراق تحديداً، وأبرزها قناة "الحرة عراق"، وراديو "سوا"، وموقع "ارفع صوتك".

وأكد المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح، أن واشنطن وافقت على إجراء تغييرات تتعلق بطريقة تسليط الضوء على الشأن العراقي، التي اتسمت في العامين الماضيين بطريقة هجومية تستهدف سياسيين وزعامات وأحزابا مختلفة، فضلاً عن المليشيات المرتبطة بإيران.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعد محاولة لمساعدة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي ودعم حكومته، على عكس حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي التي كانت متشنجة مع الإدارة الأميركية بدرجة كبيرة.

يأتي ذلك بعد ساعات من تغيير الرئيس دونالد ترامب مديري مؤسسات إعلامية تمولها الحكومة. وأعلن الدبلوماسي الأميركي السابق البرتو ميغيل فرنانديز، مدير قناة "الحرة" الأميركية، في تغريدة له، مغادرته المنصب، مبيناً أنه يتشرف بالعمل مع آخرين في بيروت ودبي وسبرينغفيلد، مهاجماً في سلسلة تغريدات له قوى سياسية عراقية وصفها تابعة لإيران.

وقال المسؤول العراقي، إن مسؤولين في الخارجية الأميركية استجابوا لطلبات سابقة حيال تغطية قناة "الحرة عراق" وراديو "سوا"، الموجهة للعراق والتي تتسم بالعدائية للعملية السياسية في العراق"، على حد تعبيره.

في الوقت نفسه، اعتبرت وسائل إعلام أميركية، بينها "نيويورك تايمز" و"سي أن أن"، أنّ التغييرات تلك تثير مخاوف من تحوّل الإعلام المموّل حكومياً إلى منصّات حزبية وموالية.


وأضاف المسؤول العراقي أن "هناك تغييرات في هذا الملف داخل وسائل الإعلام الأميركية الناطقة بالعربية والموجهة للعراقيين"، مبيناً أن "بعض التغييرات التي تمت في الوكالة الأميركية للإعلام المسؤولة عن القنوات الموجهة للشرق الأوسط لها علاقة بالطلب العراقي"، وفقاً لقوله. واعتبر أن "الولايات المتحدة لا تريد إحراج الكاظمي (رئيس الوزراء العراقي)، وتسعى لدعمه وتهدئة الجبهة الداخلية، بما لا يؤثر على قضية الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن".

في المقابل، قالت عضوة في مجلس أمناء هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "الهيئة غير مهتمة بأي تغييرات تتم في الأذراع الأميركية الإعلامية بل تتعامل مع تبثه"، معتذرةً عن الإدلاء بأي تعليقات أخرى حول الموضوع.

وكانت الهيئة قد فرضت عقوبات، مطلع العام الجاري، على قناة "الحرة عراق"، بإغلاق مكتبها وسحب ترخيصها بعد بث القناة تقريراً حول الفساد المالي في المؤسستين الدينية السنية والشيعية في العراق.

إلى ذلك، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عن تحالف "الفتح"، مختار الموسوي، إن أي تغير في الإعلام الأميركي الموجه للعراق في هذا التوقيت يأتي لأسباب سياسية مرحلية، تتعلق بالحكومة والحوار الاستراتيجي، متهماً وسائل إعلام أميركية ناطقة بالعربية وموجهة للعراق بأنها كانت "تدس السم في العسل في الفترة الماضية وتهاجم قيادات وقوى سياسية عراقية"، وفقاً لقوله.


-alaraby


PM:12:47:22/06/2020




132 عدد قراءة