تعددت أشكال المحتوى الإعلامي ونوافذ النشر العامة والمتخصصة، ولازالت أشكال المحتوى تزداد مع زيادة هذه النوافذ. وهناك منصات لطرح المحتوى الإعلامي بشكل جديد أيضًا مثل فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب وإكس وغيرها.

وأصبحت هذه النوافذ هي السائدة لطرح المحتوى الإعلامي المؤسساتي وإبداء الرأي ونشر المحتوى الشخصي.

وهناك ثلاثة أشكال عامة للمحتوى، وعشرات الأشكال المتخصصة لها:

النص - الفيديو - الصورة

لكل هذه الأشكال أشكال متخصصة، نذكر منها، المقال الطويل والقصير والمنشورات النصية القصيرة والدراسات والأبحاث والأوصاف والخبر، هذا على مستوى الشكل النصي للمحتوى.

أما الفيديو، هناك أشكال كثيرة أبرزها الفيديو غرافيك الذي برز عام 2016، في وسائل الإعلام العالمية والعربية، ويتألّف من مجموعة من الصور والفيديو الخام مع نص يوزع على كامل الفيديو، بالإضافة للموسيقى في الخلفية، ومدة هذا الشكل لا تتجاوز غالبًا الدقيقة ونصف الدقيقة.

وهناك أشكال مميزة وبارزة كالفيلم الوثائقي الغرافيكي، الذي قد تصل مدته إلى 20 دقيقة أحيانًا، ويعتبر من أبرز الأشكال حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو مكون من مجموعة من الصور والفيديو والرسوم، إضافةً لنص وثائقي معد مسبقًا ومسجل من خلال محترفين في الإلقاء الصوتي، ويعتبر أحد أشكال الأفلام الوثائقية الجديدة.

كما أن هناك أشكالًا إضافية لمحتوى الفيديو كالرسوم المتحركة، وتتفرع منها أشكال إضافية مثل: كولاج ستايل - وايت بورد - موشن غرافيك وإنفو غرافيك متحرّك.

ولكن أبرز الأشكال التي تستخدم في وسائل الإعلام لتجسيد المواضيع الإعلامية، سواء كانت علمية أو قصصية أو وثائقية، هي الإنفو غرافيك الثابت مع اختلاف المقاسات والأبعاد حسب النافذة المتخصصة لمستخدمي الهاتف النقال والحاسوب.

خلال حديثه مع  شبكة الصحفيين الدوليين، أوضح سليمان عنجاري، وهو صانع المحتوى المتخصص في صناعة أشكال المحتوى الإعلامي الحديث، أن الإنفو غرافيك الثابت هو الأكثر استخدامًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه يعطي مساحة لا متناهية في التعبير الفني وتجسيد النص بأبهى صورة ممكنة.

ويعتبر عنجاري أنّ هذا الشكل من أشكال المحتوى هو الأكثر وضوحاً للمشاهد، بشرط أن تتم معالجة النص بطريقة احترافية بالتلخيص والتعبير البصري والنصي، مشيرًا إلى وجود العديد من الأشكال المتخصصة للإنفو غرافيك مثل:

 إنفو غرافيك بيانات - أرقام - خرائط - محاور - وثائقي - موضوع

وهذه التسميات تأتي حسب النص أو المحتوى النصي المستخدم في الإنفو غرافيك.

ويرى عنجاري أن الجمهور يفضل أن يكون الإنفو غرافيك عبارة عن ألبوم، أي متعدد الصور، وذلك لإشباع الفكرة بالأمثلة، والدراسات، والدلائل، والمصادر.

ويضيف: "منصة إنستجرام دعمت الأشكال المرئية المتعددة في نافذة كاروسيل للبوست المتعدد، ويصل عدد الصور والفيديو القصير في هذه النافذة إلى عشر صور أو فيديو كحد أقصى، وأيضًا منصة إكس، دعمت الأشكال المتعددة في نافذتها المتخصصة (ثريد). وفيسبوك دعم الشكل المتعدد في ألبوم صور وفيديو".

رأي الجمهور

يوضح عنجاري أنّ الجمهور يفضل بشكل عام الإنفو غرافيك الثابت أكثر من الإنفو غرافيك المتحرك، "لكن تبقى التفضيلات بين الصورة والفيديو حسب المادة والنص والموضوع، فهناك مواد يُفضّل طرحها بالفيديو".

وسرد العنجاري الأسباب التي تجعل الجمهور يفضل الإنفو غرافيك الثابت على المتحرك:

·   سهولة وصولها: الصورة تصل للمتلقي دفعة واحدة ويمكن للمستخدم تأمّلها وتخيّلها بمساحة مفتوحة.

·   التركيز: يتمكّن المتلقي من التركيز على مشهد واحد مليء بالتفاصيل وقراءته وتحليل تفاصيله.

·   المشاركة: يتمكّن المستخدمون من مشاركة الصورة عبر منصاتهم الخاصة وعبر مواقع المراسلة بشكل أسهل وأسرع.

ويرى صانع المحتوى سليمان عنجاري أنه أصبح من المجدي جداً ونزولاً عند رغبة الجمهور أن يعد الصحفي مادته الصحفية بغض النظر عن المحتوى على أسس جديدة، فضلًا عن الاستفادة من المادة الصحفية، لتكوّن عدة أشكال من أشكال الإنفو غرافيك، لأن الشكل العام لإنفو غرافيك ينبثق منه العديد من الأشكال حسب نوع المحتوى.

ويقول: "من الممكن أن تحتوي المادة الصحفية على قصة ومعلومات وثائقية وبيانات وإحصائيات وخرائط جغرافية وبيانات علمية، ودراسات، ومقولات، واقتباسات، وكل نوع من هذه الأنواع المذكورة يمكن أن تكوّن شكلًا مميزًا وممتعًا وواضحًا للمتلقي، ومناسبًا لنوافذ النشر الجديدة، فضلًا عن أهمية هذه الأشكال لدى المؤسسات الإعلامية المشغّلة، إذ يمكن للصحفيين الوصول إلى قاعدة جماهيرية واسعة من خلال طريقة طرح المعلومات وطريقة تجسيدها بشكل مميز مدعوم بالصور والرسوم والألوان المناسبة والعناوين الجذابة والأسئلة التفاعلية، لأنّ الإنفو غرافيك هو أداة لتبسيط المعلومات المعقّدة وتوضيحها بشكل سلس ومفهوم".

ويضيف: "وفي حال كانت المادة الصحفية تحتوي على قصة ذات تسلسل زمني، يمكن للصحفي المعد هنا أن يستفيد من الإنفو غرافيك في تصوير هذا التسلسل بطريقة درامية ممتعة وواضحة، إذ أن الشكل البصري في المادة يجعل المعلومات عالقة في ذهن المتلقي لفترة أطول".

تحويل المقال إلى إنفو غرافيك

ويوضح عنجاري طريقة تحويل المقال المدعوم بالمعلومات الكبيرة والبيانات الضخمة إلى إنفوغرافيك، "بعد كتابة المقالة الطويلة المعقدة المليئة بالمعلومات والإفادات والأمثلة والدراسات المشار إليها، والقصص والمعلومات الموضوعية، تبدأ عملية تلخيص النص وتشكيله".

"والمقصد من تشكيل النص هو تحديد الأشكال التي يمكن إنتاجها من هذا النص، على سبيل المثال، يمكنك إنشاء العديد من أشكال الإنفو غرافيك المتعددة أو غيرها من هذا النص، بحسب محتوى النص، وفي حال احتوى المقال على بيانات وأسماء، يمكن أن نعمل على إنشاء إنفو غرافيك بيانات، وفي حال احتوى النص على أرقام وإحصائيات، يمكن أن نعمل على إنشاء إنفو غرافيك أرقام ورموز، وفي حال احتوى النص على معلومات قصصية أو وثائقية، نعمل على الإنفو غرافيك الوثائقي المتعدد أي كاروسيل، وكذلك إذا احتوى النص على معلومات جغرافية يمكن أن ننشئ منه إنفو غرافيك خرائط"، بحسب عنجاري.

ويمكن للصحفي تحويل كل هذه المعلومات إلى إنفو غرافيك متنوع على شكل ألبوم، ولكن هنا يتوجب عليه تلخيص المعلومات وتجزيئها وربطها بسياقٍ متسلسل كي لا يتشتت، وبالتالي تتشتت المادة ويتشتت المتلقي".

إثراء الصحفي لذاته

ويشير عنجاري إلى أنه يمكن للصحفي أن يقوم دائمًا بعملية تغذية بصرية من خلال تصفح المنصات التي تستخدم الإنفو غرافيك كشكل أساسي لطرح موادها الإعلامية، أو من خلال بناء العلاقات العامة مع مصممين ومخرجين فنيين من خلال مواقع خاصة بهم مثل بيهانس.

ويضيف: "كما يجب أن يستفيد الصحفي المعد للمادة الصحفية سواء كانت قصصية، أو علمية، أو تحقيقية، أو وثائقية من نصائح خبراء التصميم والمخرجين الفنيين والمخرجين الصحفيين في المعالجة الفنية للنص، وكيفية تلخيصه وتوزيعه وتحليل البيانات، واختيار الأشكال الفنية المناسبة لتجسيد النص ودعمه".

المصدر/ شبكة الصحفيين الدوليين