جمهور العراق يحب الموسيقى أكثر من معارك الأحزاب.. هيوا عثمان في حوار “المدى”




قدم هيوا عثمان مدير شبكة 964، وصفاً لسياسة التحرير الصحفي التي اعتمدتها هيئة التحرير في تغطية البلاد، قائلاً إن طاقم العمل اكتشف "الملل الواضح” لدى الجمهور العراقي من الحوارات السياسية "التي صارت تشبه عملاً درامياً تركياً طويلاً”، بينما يظهر الإحصاء الشهري اهتمام الناس "بأخبار الناس”، حتى أن آلة موسيقية نادرة في البصرة مستعارة من أفريقيا، أو أسعار الباميا في بغداد، تحظى باهتمام أكبر من كل شيء، مقارنة بـ”الحروب الكلامية بين الأحزاب”.

جاء ذلك في حوار أجري بمناسبة الشراكة الإعلامية التي تكررت للعام الثاني على التوالي، بين شبكة 964 ومؤسسة المدى التي تنظم معرض أربيل للكتاب.

هيوا عثمان، في حوار مع الزميل عامر مؤيد لصالح "ملحق المدى”، الخاص بمعرض الكتاب:
دخول الشبكة كشريك إعلامي في معرض أربيل للكتاب، هو امتداد طبيعي لشراكات ثقافية وصحفية ومدنية، ونحن نعتبر أنفسنا امتداداً للمشروع التنويري الذي تتبناه "المدى”، لأنها تمثل إلى حد كبير المجتمع المدني العراقي.

مشاركتنا في نسخة العام الماضي من معرض الكتاب، كان دفعاً مهماً بالنسبة لشبكة 964، من قبل مؤسسة المدى، وتعريف بالمنصة أمام الجمهور. وبين معرضين للكتاب، أصبح لدينا الكثير من الشراكات الأخرى مع المؤسسة، حيث أن صفحة المحليات في جريدة المدى مخصصة للمواد التي يتم نشرها في شبكتنا مما يخص الحياة اليومية للعراقيين، من أقصى نقطة إلى أقصاها.

أساس العمل، أننا قررنا أن لا نتقيد بجدل الساسة، وأن يكون لنا خطنا التحريري الذي يضع نصب عينه الإنسان العراقي في كل بقعة من البلاد، لذلك تجد موادنا متنوعة جغرافياً، حيث نتحدث عن السمك في الفاو وحركة الإبل في بادية السماوة وأسعار المواد الغذائية والمنزلية، وهناك تركيز على القضايا اليومية المهملة عادة في وسائل الإعلام، فضلاً عن التغيرات الإيجابية التي يشهدها مجتمع الشباب خصوصاً، والمبدعين العراقيين والمتميزين، ووجدنا أن هذه القضايا مهمة عند الجمهور العراقي أكثر من السياسة، وبقي تناولنا للمواضيع السياسية بمستوى "المراقبة” حيث لا ندخل في القصة بشكل كبير، إلا بقدر توضيح وضع العراق.

تعمدنا عدم نقل نشاطات السياسيين إلا الضرورية التي ترصد وضع الدولة، ولم نستقبل أي إعلان سياسي أثناء هذه الفترة وأعطينا مساحة أكبر للمستقلين خلال الانتخابات الأخيرة، حيث أردنا المساهمة بتوفير فسحة عادلة للجميع، بين من يملك المال السياسي وبين «الفقير» الذي يريد دخول العملية السياسية عبر صناديق الاقتراع.

حسب أرقام الشركات الدولية المتخصصة التي تصلنا مثل كل وسائل الإعلام، لم يعد الساسة ضمن أولويات القراء العراقيين، بل حياة المواطن مثل أسعار «الباميا» التي وصل سعرها في بغداد إلى 25 ألفاً، وفي السليمانية وأربيل إلى 45 ألفاً (بداية الموسم)، فمثل هذه القصص تشكل حيزاً كبيراً بين انشغالات الناس. السياسيون اليوم أشبه بما يحصل داخل المسلسلات التركية، خلال الأحاديث المتبادلة بينهم والحروب الكلامية بين بعض.

عند بدء العمل استعرضنا الكثير من التجارب ومنها تجربة «المراسل الشعبي» التي بدأت في صحيفة طريق الشعب قبل عقود طويلة، حيث كان الناس العاديون يرسلون الأخبار إليها، وحاولنا مع الأخذ بعين الاعتبار تطور التكنولوجيا، إعادة هذه القصة، واليوم نمتلك الكثير من المراسلين عبر كافة أنحاء العراق، من ألبو كمال حتى صحراء ربيعة والفاو، أناس طبيعيون بعضهم متطوع والآخر يتسلم أجوراً رمزية مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى.

نعتقد أن الشبكة تمكنت من "تقديم العراق بصورة أوضح” إلى العراقيين، فهناك قصص غريبة وعجيبة من محافظات أخرى ونحن لا نعلم عنها، فعلى سبيل المثال، عملنا تقريراًٍ عن فنان بصراوي من أصول أفريقية يعزف على آلة عجيبة (الطنبور)، وهذا الموضوع حقق نسبة قراءة عالية في الموقع.

خلال عام وشهر واحد، زارنا أكثر من مليونين ونصف، وعدد الزائرين إلى الموقع يصل من 35 إلى 50 ألف شخص يومياً، وجزء من الزملاء كانوا معارضين لخطة التحرير المقترحة، ولكن لاحقاً تبين أن الناس تهتم بهذه المواد أكثر من السياسة، والآن نحن نسير بتطور أكبر في تغطية البلاد حتى أقصى نقاطها الجغرافية والاجتماعية.

السوشيال ميديا الآن هي صحافة المواطن لكن مشكلتها أن الاخبار المنشورة فيها لا تخضع إلى تحرير وتدقيق، ونحاول الآن أن نجمع بين نموذج الصحافة الرصينة وطاقة "المواطن الصحفي” الموجود في السوشيال ميديا، حيث تأتينا يومياً مئات المواضيع، لكن ما ينشر منها ثلاثين إلى أربعين مادة، والباقي تتكفل به الشبكة إذ ننشر 90 مادة في المعدل.

-964




PM:12:23:23/04/2024




128 عدد قراءة