ميترو: 302 جريمة قتل طالت صحافيين عراقيين بلا عقاب



تظاهر عدد من الناشطين والمنظمات المدافعة عن حقوق الصحفيين في مدينة السليمانية للمطالبة بالتحقيق في ملف اغتيال ومقتل الأعلاميين وتقديم المجرمين الى العدالة، وفيما ناشد عدد من المتظاهرين الحكومة المركزية لانهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، كشف مركز مترو عن قائمة تضم 302 من الصحفيين قتلوا في العراق، بما في ذلك في إقليم كردستان منذ عام 2003 ولحد الآن. 

وأقام مركز ميترو تجمعاً ضم اعداداً كبيرة من الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان، لإحياء هذه المناسبة.وقد رفعت خلال المراسم، صور شهداء الصحافة، الذين استشهدوا اثناء تغطية أخبار المعارك ضد داعش أو ضحوا بحياتهم في الآونة الاخيرة من أجل إيصال الحقيقة الى المواطنين.

وكان آخر هؤلاء الضحايا المصور الصحفي أركان شريف الذي قتل بطريقة بشعة، طعنا بالسكاكين في بيته، وكانت زوجته واطفاله الذين حجزوا في احد غرف المنزل يسترقون السمع الى صرخاته، وهو يتلقى طعنات سكاكين المجرمين الذين اقتحموا بيته في قضاء داقوق، الذي يخضع لسيطرة قوات الجيش والحشد الشعبي. 

وناشد رحمن غريب مدير المركز في بيان تلقت "المدى" نسخة منه، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بالقول: "مرت يوم الخميس الماضي 2 تشرين الاول، ذكرى اليوم العالمي لانهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، والذي تبنته الجمعية العامة للامم المتحدة بقرارها المرقم 163/68 ، الذي حث الدول الاعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب في الجرائم المتعلقة بالصحفيين".

وتابع غريب "للتذكير بالضحايا من الصحفيين، شهدت معظم دول العالم مراسم لإحياء هذه الذكرى، ولكن من حق الصحفيين في العراق وفي إقليم كردستان إحياء هذه المناسبة؟، وهم الذين فقدوا الكثير من زملائهم، طيلة ما يقرب من عقد ونصف منذ سقوط النظام السابق وحتى هذه اللحظة".

ولفت غريب الى أن "الصحفي أركان شريف قد إنظم بموته المعلن الى قائمة تضم 302 من الصحفيين الذين قتلوا في العراق، بما في ذلك في اقليم كردستان، منذ عام 2003 لحد الآن، من ضمنهم نقيب الصحفيين العراقيين (شهاب التميمي)".

وزاد "اذا ما استثنينا الصحفيين الذين استشهدوا على يد مجرمي داعش ومن قبلهم تنظيم القاعدة والمنظمات الارهابية الأخرى، فأن العدد الاكبر من هؤلاء الصحفيين، تم اغتيالهم من قبل مافيات الفساد، خوفا من انكشاف أمرهم للرأي العام، وليس خافيا عليكم، إن تلك المافيات مرتبطة بشكل و آخر، بالاحزاب المتنفذة في السلطتين التشريعية والتنفيذية، سواء كان ذلك في الحكومة الاتحادية أو حكومة الاقليم، وكانت جميع تلك الجرائم قد سجلت ضد مجهولين".

وخاطب البيان حكومة العبادي "أكتب اليكم هذه الرسالة بعد مرور 14 عاماً على سقوط نظام البعث و26 عاماً من التجربة الكردستانية ما بعد أنتفاضة آذار، وطوال هذا الزمن لم أسمع عن جريمة واحدة قدم مرتكبوها الى العدالة، وللأسف إن بعض تلك الجرائم حدثت بالقرب من نقاط تفتيش أمنية او مقرات حزبية ورسمية".

وأضاف البيان إن "مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين في اقليم كردستان، قد عُرف بمهنيته واستقلاله، وحاز على ثقة واعتزاز المنظمات الدولية المختصة بالدفاع عن حقوق الانسان بشكل عام والمختصة بحقوق الصحفيين بشكل خاص، لكون تقاريره التي يصدرها سنويا، مصدرا مهما لتلك المنظمات، فيما يخص أوضاع حرية الصحافة والصحفيين في الاقليم".
وأوضح "إن لمركز ميترو شراكة صميمية مع المنظمات العراقية المماثلة، كنقابة الصحفيين العراقيين ومرصد الحريات الصحفية والنقابة الوطنية للصحفيين، ونظم فعاليات مشتركة مابين المركز وتلك المنظمات للدفاع عن حرية الصحفيين وضمان حقوقهم".

وأعلن البيان رفضه لقرارات هيئة الاعلام والاتصالات التي تقضي باغلاق عدد من وسائل الاعلام الكردية المساندة لاستفتاء استقلال كردستان. 

وقال البيان "في ظل توتر العلاقة بين السلطات الاتحادية وسلطة اقليم كردستان في الآونة الاخيرة، برزت وسائل الاعلام كضحية لهذا التوتر، وقد فوجىء الوسط الإعلامي في العراق والاقليم، بأصدار الجهات العسكرية والامنية توجيهات الى هيئة الاعلام والاتصالات لإغلاق كلا من فضائية روداو وفضائية كوردستان 24، مع ان هيئة الاعلام والاتصالات وحسب الدستور هي هيئة شبه مستقلة ترتبط بالسلطات القضائية، والمفروض بها ان تعمل بمهنية وان تتخذ قراراتها وفق النظام الداخلي للهيئة، وليس بتوجيهات من أي سلطة اخرى".

وحذر البيان "بعض وسائل الإعلام من التخلي عن عملها المهني والانحياز لتكون طرفاً في الصراع، كما حذّرها من نشر خطاب العنف والكراهية، لأن ذلك سيكون وبالاً على الشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة، وسيخرج الاعلام عن مهمته النبيلة".

وأبدى البيان استغرابه مما اسماه بـ "الموقف التمييزي ضد وسائل الاعلام الكردية، ولو شمل ذلك كل وسائل الاعلام التي تحض على العنف والكراهية، لكان الأمر مقبولا الى حد ما، (مع ان مركز ميترو ضد اي قرار بغلق أي وسيلة اعلامية، لان زمن تكميم الافواه قد ولى الى غير رجعة) اذ كانت بعض وسائل الاعلام العراقية، تبث كماً هائلاً من الكراهية وتبرر استخدام العنف ضد الشعب الكردي، بل إن بعضها يحرض على استخدام المزيد من القوة والعنف، ولم يبق في قاموس الشتائم البذيئة، كلمة لم تستخدمها تلك الوسائل الاعلامية ضد الشعب الكردي، سواء من خلال تقاريرها او استضافتها لبعض السياسيين، ويمكن الرجوع الى التقرير الاخير للرصد الذي قدمه بيت الاعلام العراقي، لتطلعوا على سيل الشتائم التي وجهت للشعب الكردي وبعض قادته، بل وصل الأمر لبعضهم الى توجيه تهمة الخيانة للشعب الكردي بأجمعه، ومع ذلك لم نر أي اجراءات ردعية قد اتخذت ضد تلك الوسائل الاعلامية".

وخاطب المركز حكومة العبادي بالقول: "يقف العراق اليوم على مفترق طريقين لا ثالث لهما، إما أن تكونوا مع المحبة والتسامح والعدالة وهي التي تسود، وتكون طريقا لعراق يرفل بالأمن والسلام والرخاء، أو أن يسلك طريق الكراهية والحقد والعنف والتحريض، وماينتج عنها من تمزيق للنسيج الاجتماعي، وتدمير لقيم التعايش بين المكونات".واختتم البيان بدعوة العبادي الى التدخل لـ "كشف قتلة الصحفي أركان شريف والعمل على فتح التحقيقات في جميع الانتهاكات ضد صحفيي العراق ومكافحة ظاهرة الافلات من العقاب، والتدخل السريع لايقاف العمل بقرار غلق فضائيتي روداو وكردستان 24".


المدى 



AM:10:27:14/11/2017




60 عدد قراءة