لمواجهة الرقابة الحكوميّة.. صحفيون ومواطنون لجأوا الى وسائل التواصل الإجتماعي






ماذا تفعل عندما تراقب الحكومة وسائل الإعلام؟ تقوم باستخدام وسائل التواصل الإجتماعي.

هذه هي الطريقة التي بدأ بها الآلاف من شباب نيكاراغوا حركة #SOSNicaragua عندما فرضت الحكومة في البلاد رقابة على وكالات الأنباء المستقلة وقمعت الاحتجاجات بعنف. كل ذلك في سبعة أيام فقط.

وكما رأينا في الربيع العربي وتحركات المكسيك، فقد تمكن النيكاراغويون من التعامل والإبلاغ من خلال الوسيلة الوحيدة التي لم تتحكم بها الدولة: الإنترنت. فقد كانت وسائل التواصل الإجتماعي أساسية بالنسبة لهم من أجل التحرك والنزول إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة وللمراسلين لتغطية الاحتجاجات.

وسائل التواصل الإجتماعي.. "الخندق الثاني"

استخدم الناس وسائل التواصل الإجتماعي بطرق متنوعة، معتمدين في معظم الأحيان على تويتر.

"يعدّ تويتر قناة الاتصال الأكثر فعالية"، وفق ما قال الصحفي على الإنترنت ميسيل سينتينو، والذي أضاف: "إنه يسمح للناس بتبادل رسائل قصيرة ومتزامنة أثناء الاحتجاج وهو يُستخدم على نطاق واسع من قبل الصحفيين والمثقفين في نيكاراغوا، فقد اكتسب مصداقية أكبر"، وتابع: "هناك مستخدمون لا مكان لهم في التلفزيون أو الصحافة التقليدية لكنهم أصبحوا اصحاب نفوذ صغير وقادرين على جعل أي موضوع في البلاد ينتشر بسرعة هائلة".

في الوقت نفسه، وصلت وسائل الإعلام المستقلة إلى جمهورها من خلال فايسبوك. في خضم الفوضى، إستخدم الصحفيون الموقع لفضح الاعتداءات ضد المدنيين. وقال كارلوس ر. فونسيكا: "تم نقل القصص من خلال البث المباشر على فايسبوك ومن خلال مقاطع الفيديو والصور".

كان واتساب أيضا حاسما لأنه سمح للناس بتبادل المعلومات بشكل أساسي، نظرًا لأن كل رسالة يتم إرسالها عبر واتساب مشفرة ويتمتع مستخدموها بمستوى إضافي من الخصوصية.

وقال فونسيكا: "شارك الناس في مجموعات مختلفة من واتساب: مجموعات الآباء وأصدقاء الطفولة وزملاء العمل وغيرها، وفي تلك المجموعات تم تبادل الكثير من المحتويات ذات الصلة".

تحديات جديدة

عندما يكون مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي هم المصدر الوحيد للمعلومات، يأتي إعداد التقارير مع تحديات أكبر.، أبرزها تقصي الحقائق واكتشاف الأخبار وهمية.

يعتقد رودريجو سيرانو، الشريك المؤسس لحركتَي YoSoy132 و # Verificado19S ، أن هناك حربًا إعلامية حقيقية، وأن المعلومات المضللة أصبحت جزءًا من استراتيجية التواصل للحكومات - بما في ذلك الإدارة المكسيكية.

وقال سيرانو: "التعليم طريقة لمحاربة المعلومات المضللة، علّموا أقاربكم عدم مشاركة كل ما يتلقونه عبر واتساب، وأن يبحثوا أولاً عن مصدره وتعلّم كيفية تمييز المواقع المزيفة عن المواقع الحقيقية، هذه أمور أساسية للغاية."

عندما يواجه الصحفيون أخباراً مشبوهة، يجب أن يقوموا بإجراء تقارير على الأرض وطلب التصريحات، ومع ذلك، اعترف سيرانو أن العملية قد تستغرق الكثير من الوقت، وأضاف: "أثناء تحققك من الأخبار، تكون الأخبار الكاذبة قد انتشرت بشكل واسع".

في أزمة مثل أزمة نيكاراغوا، من الصعب على الصحفيين توثيق ما يحدث بنفس الوتيرة التي يتم فيها نشر المعلومات على وسائل التواصل الإجتماعي. ولذلك، يقترح سيرانو إنشاء نظام مخصص لجمع الأدلة والشهادات. 

الخطوة المقبلة لـ#SOSNicaragua

حركة #SOSNicaragua هي أفقية - ينظمها المواطنون العاديون - مثل معظم الحركات التي تنشأ على وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، يطالب بعض المواطنين بتنظيم سياسي لمواجهة الحزب الحاكم.

وقال سيرانو: "بناء على خبرتي، أعتقد أن هناك مسارين مقبلين: الأول، يحاول أن يكون له تأثير على المستوى السياسي داخل النظام، والثاني، مواصلة التنظيم الأفقي بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، وهما غير متوافقين بعض الشيء."

وأضاف أنه إذا كانت الحركة تريد أن تسود على المدى الطويل، فمن الضروري تعزيز الروابط التي تم إنشاؤها خلال هذه الأزمة، "الهدف هو بناء الثقة ومواصلة تطوير هذه الشبكات التي تعمل في سياق محدد اليوم، ولكن الهدف هو أن تتمكن من الإستمرار في العمل معًا في المستقبل".

هناك لجنة حوار اجتماعي في طريقها للتشكل، ستشارك قطاعات مختلفة من المجتمع النيكاراغوي، بما في ذلك الطلاب الذين ساعدوا في تشكيل حركة Autoconvocados.

من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، اكتشف الشباب النيكاراغويون بديلاً للنظام السياسي التقليدي، واكتشف الصحفيون بديلاً لنظام المراسلة التقليدي. يتم تنظيم الناس كما لم يحدث من قبل - ولم تعد بحاجة إلى هياكل قديمة للقيام بذلك.

الصورة الرئيسية مرخّصة على فليكر بواسطة جوليو فانيني.

شبكة الصحفيين الدوليين


PM:02:09:27/05/2018




96 عدد قراءة