صحفيّة هذا الشهر: منار الزبيدي




في كل شهر، تختار شبكة الصحفيين الدوليين صحفيًا يجسّد في عمله مهنة الصحافة وقد استخدم موقع الشبكة لتعزيز قدراته ومهاراته وتحسين معلوماته. إذا كنت ترغب في أن يجري اختيارك على أنّك "صحفي هذا الشهر"، إضغط هنا.

منار عبد الأمير الزبيدي، هي صحفية عراقيّة سلّطت الضوء في أعمالها على إعداد وتقديم البرامج الاعلامية المتعلقة بقضايا المرأة ودور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة، إضافةً إلى تقارير عن الأقليات.

وقد حازت منار، التي تعمل في ظروف صعبة بسبب الأوضاع التي يمرّ فيها العراق، على المركز الثالث عربيًا في مجال الصحافة النسوية العراقية ضمن برنامج التوجيه الاعلامي بدورة 2016- 2017 الذي نفذه المركز الدولي للصحفيين.

وقد استفادت منار من موقع "شبكة الصحفيين الدوليين" وتمكّنت من خلاله الحصول على فرص تدريبية وتشكيل  فريق صحفي نسائي متميز ومؤثر، كذلك إبراز دور النساء العراقيات في شتى المجالات وتوثيق قصصهن الملهمة. 

كان لشبكة الصحفيين الدوليين هذا الحوار مع منار الزبيدي:

لماذا قرّرت أن تخوضي غمار الصحافة؟

أؤمن بأنّ الصحافة سلطة ورسالة إنسانية سامية، فهي ليست كما يصفها البعض بأنّها وسيلة لنقل الاحداث والمعلومات للرأي العام، لذلك قررت أن أصبح جزءًا من تلك السلطة التي يجب أن تتحمل المسؤولية، وبعدما تخصصت في مجال الصحافة النسوية زادت مسؤوليتي لأكون صوت النساء في بلد تهيمن فيه الذكورية.

كيف عرفت للمرة الأولى بشبكة الصحفيين الدوليين وما هي الفرص التي أتاحتها لك وكيف طوّرت عملك عبرها؟

تعرفت على شبكة الصحفيين الدوليين من خلال زميل لي في العمل حصل على فرصة سفر وعمل خارج العراق من خلال الشبكة، وقد أرشدني الى موقعها لأتابعها، ومنذ ذلك الحين أتابعها وأهتمّ بالفرص والمقالات التي تُنشر وأتعلّم منها كثيرًا.

وتمكّنت من خلال الشبكة أن أحقّق حلمًا لطالما راودني كصحفية وكامراة عراقيّة، فقد كنت أحلم بتأسيس وسيلة اعلاميّة ناجحة مستقلة ومتحررة ومتخصصة بشؤون المرأة تعمل فيها صحفيات مؤمنات بدور المرأة في الحياة، لا سيّما في ظلّ التهميش الواضح للصحفيات في عالمنا العربي.

كذلك فقد شاهدت الإعلان عن فرصة في برنامج التوجيه الاعلامي بنسخته الرابعة، فتقدّمت وتمّ قبولي في البرنامج ومن خلاله استطعت تأسيس وسيلة إعلاميّة جريئة وهي "المنار صوت المرأة العراقية" لنشر القصص والقضايا والتقارير والتحقيقات والفيديوهات والأخبار والمقالات وكل ما يدعم ويساند المرأة العراقية، كما تلقيتُ ارشادات وتوجيهات وتدريبات مكثفة ومتابعة مستمرة من مديرة البرامج الأستاذة مادونا خفاجا والمدرّب المحترف محمد القاق وأيضاً الموجه المحترف علي غملوش، وأصبحتُ أوّل صحفية عراقية تؤسس وسيلة إعلاميّة معتمدة لدى نقابة الصحفيين العراقيين والمتخصصة بشؤون المرأة.

وشاركتُ أيضًا في مؤتمر "إعلاميون من أجل صحافة إستقصائيَة عربية" أريج بدورته الأخيرة، وذلك من خلال شبكة الصحفيين الدوليين. ولم ينقطع دعم الشبكة الى هذا الحد بل حصلت على فرصة مهمة للكتابة في الموقع ونشرت العديد من المقالات التي وفرت المعلومات للصحفيين في الوطن العربي، الأمر الذي ساهمَ بديمومة مشروع المنار.

ما هي أفضل مادة نشرت لك على الشبكة ولماذا؟

نشرت العديد من المقالات في مجال تعلم الصحافة ولكن المقال الذي كتبته وتأثّرت به هو "صحفيات عراقيات حققن طموحهن عبر شبكة الصحفيين الدوليين" والذي استعرضت فيه تجربتنا مع شبكة الصحفيين الدوليين وأهمّ الخطوات التي ساعدتنا على النجاح وما حصلت عليه من دعم من خلال برنامج التوجيه الاعلامي، رغم حجم التحديات والمعوقات في العراق.

هل واجهت تحديات خلال إعدادك مقال ما في العراق؟

خلال إعداد المقالات التي نشرت في موقع الشبكة لم تواجهني أي صعوبات سوى بعض المشاكل الفنية التي استطعت التغلّب عليها، لكن واجهتني وما زالت بعض الصعوبات في إعداد المقالات والقصص عبر موقع المنار، أبرزها قيود المجتمع الذي يرفض المحتوى الاعلامي للقضايا التي تمسّ  الموروثات الاجتماعية والمواضيع الجريئة والحساسة التي تتعلق بجرائم زنا المحارم أو زواج القاصرات. كذلك إنّ مواردنا المالية المحدودة تقع عائقًا في كثير من الاحيان خاصة إن تطلّب التحقيق العمل في مناطق ريفية بعيدة أو مناطق النزاعات لأننا بحاجة الى وسائل نقل متعددة ومعدات إضافية لإنجاز المهمّة بالإضافة إلى الحفاظ على سلامتنا الشخصية.

ما هي الصعوبات التي تواجهك كونك صحفية في بلد لا استقرار فيه؟

تعاني الصحفيات العراقيات بشكل عام من الكثير من الصعوبات أهمها انعدام فرص العمل في المؤسسات الإعلامية خاصةً أنّ معظم وسائل الاعلام موجّهة وتملكها جهات حزبية أو سياسية. كذلك الأمر، هيمنة الذكورية المجتمعية تطرح العديد من التحديات أمام الصحفيات منها القيود المجتمعية والنظرة الدونية للمرأة وعدم التعامل معها على أنها عنصر فاعل ومنتج في مجال الصحافة والاعلام مما يقلل فرص الوصول إلى المعلومات والمصادر. بالإضافة الى عدم وجود بيئة عمل آمنة ومناسبة بسبب الوضع الأمني واستهداف الصحفيين عبر التهديد والترهيب والخطف والتصفية الجسدية.

ما هي نصيحتك للصحفيات الشابات والمبتدئات؟

لا تتخلي عن حلمك واصبري فإنّ الصبر مفتاح النجاح، وعلى كلّ صحفية لديها مشروع عمل تريد تحقيقه أن تستمرّ وتناضل وتعمل وتخطط وتصبر لتحقيقه.

كما أنصح كلّ الصحفيات الباحثات عن فرص العمل والدعم واللواتي يطمحن لتحقيق طموحاتهن أن يتابعن وبشكل مستمر كل ما ينشر من فرص عبر شبكة الصحفيين الدوليين ويطوّرن أنفسهن وما يملكن من خبرات بواسطة تعلّم آليات الصحافة الجديدة ومواكبة الدروس والتدريبات المجانية التي تقدمها الشبكة لقرائها.

ijnet


PM:02:09:22/07/2018




112 عدد قراءة