استعادة جريمة اغتيال كامل شياع بمقتل الدكتور علاء مشذوب..مثقّفون يستنكرون إسكات الصوت الحرّ في العراق



زينب المشاط 
يبدو إننا لم نفقد وطننا فحسب، شوارعه التي خُرّبت، بناياته التي تهالكت دون وجود من يعيد ترميمها، كل شيء فيه أصبح معرّضاً للسقوط والدمار، ولم نفقد حقّنا للعيش فحسب، فأمبيرات التيار الكهربائي محسوبة علينا، وفتات الخبز التي نلتهمها صارت محسوبة علينا، إننا فقدنا حقنا بإصدار الصوت، فكُممت أفواهنا رغماً عنّا، وحين نحاول أن نجعل أصواتنا كلماتٍ مخطوطة على الورق أو على صفحات التواصل الاجتماعي سنجد الرصاصات الـ13 تنخر جسدنا، كما هو الحال مع رحيل الكاتب الجدلي والمشاكس علاء مشذوب.. الجميع يتساءل ماذا فعل هذا الرجل ليستحق الموت؟ أيُعقل أنّ السباب والشتيمة تقود بنا الى ذلك؟ أيُعقل إن نقدْنا أحداً بتصرف سيكون الموت هو عقابنا؟ نعم للاسف هكذا وبسهولة كبيرة الموت حليفنا طالما فُتحت أفواهنا بكلمة ما، من الذي سيستنكر قتل مشذوب، أم إن من يستنكر قتله سيكون معرّضاً هو الآخر للموت؟

رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق ناجح المعموري 
يالفجيعتي أنا الحي الذي عاش حتى يرى ويسمع أخبار اغتيالات العقول النيرة، والمثقفة وذات الوظيفة الوطنية لا أدري ماذا قالت الآن الرئاسات الثلاث وهي تعيش أسوأ لحظات حياتها ولحظة سماعها لخبر أحد الادباء الشرفاء وهو يسقط بصوت صامت قاتل، أشعر بالحزن البالغ لأن زمني الأسود يعيد عليّ استشهاد المفكر كامل شياع وقاسم عبد الامير عجام، والآن أعيش أسوأ لحظاتي وأنا أعيش اغتيال أحد أهم العقول البارزة هذا العقل المدني الذي كتب بجرأة عن الجسد الخاص بكائن ولكنه للاسف لايدري إننا سنرى جسده مجاوراً دراجته الهوائية ملطخاً بالدم، ما حصل للدكتور علاء مشذوب محكية ستظل مستمرة وهي من حصة العقول المدنية والليبرالية النيرة التي ستظل مصطفة مع الافراد والجماعات التي قالت وستستمر بقول الكثير عن رجال الظلام وأزلام الكواتم والفساد الإداري والمالي. 
أدين بشدة تصفية الادباء وأطالب الرئاسات الثلاث التدخل بشكل سريع وعاجل وعدم الاكتفاء بتصريحات الاستنكار والشجب والحزن، وأتمنى الإعلان عن هوية من سدد الإطلاقات لجسد علاء مشذوب لتعلن عن دورها أنها من قيادات الدولة العراقية وأتمنى أن لا يتكرر هذا الامر مرة أخرى.

المخرج والأكاديمي المسرحي د.عقيل مهدي يوسف 
حين كنت رئيس الأكاديمية دخل علي وهو يروم إكمال دراسة قسم السمعية والمرئية وكان مثال للأدب والأخلاق والطيبة وكان الاساتذة يشيدون بكلامه، حتى حين كتب رسالته كان متدبراً أمره بشكل أكاديمي واضح، وكان من بين الكثير من الادباء يبادر بالاستقبال وإهداء كتبه لنا، وغالباً ما كنت أجده في سوق السراي ليشتري كتباً حديثة تتعرض لقضايا الثقافة العراقية، وعادةً ما كان هادئاً جداً ومن المحبين لتراث كربلاء ويحاول ان يدون ذاكرة كربلاء التي اعتادت بالخلق الكريم والمرجعيات الرشيدة والعقول المعاصرة والمثقفة التي تريد التغيير نحو الأحسن، والكل لم يجد فيه سوى هذا الانسان الجميل طيب الاخلاق المخلص لفكره وتخصصه وأدبه ولديه مشاريع عديدة كان يخطط لها وهو رمز من رموز الثقافة .إنها خسارة فادحة لمثل هذا الإنسان ، كان مقتله صدمة لكل مثقف .

الكاتب محمد علوان جبر
اغتيال الدكتور علاء المشذوب جريمة كبيرة وجريمة رأي عام وجريمة فكر، أيّاً كان الاختلاف سواء بالرأي أو بالكلمة لا يمكن ان يعامل الاختلاف بالقتل، هذه جريمة بحق الفكر والإنسانية .إنها جريمة وطنية لأن من قُتل هو رجل يتعامل بالفكر والادب والفن والجماليات، وحينما يتم اغتيال هكذا إنسان يتعامل مع الجماليات معناها أننا وصلنا الى طريق مغلق. أنا حزين جداً لرحيل صديقي الروائي والقاص والمسرحي والأكاديمي علاء مشذوب.

الكاتب والروائي خضير فليح الزيدي
بدايةً أعزّي ذوي الشهيد الاديب الذي التحق بقافلة من الشهداء أمثال الراحل كامل شياع، والمثقفين الآخرين الذين نالتهم أيدي الغدر والقتل، وهو في قمة عطائه قبل أيام كان يخبرنا بأن لديه 5 أعمال مخطوطة يحاول أن يطبعها، إنه في قمة طاقته العطائية، ولا يتوقف عن الكتابة أبداً حتى النفس الاخير، وهو يعدّ الأجرأ من بين الأدباء فهو يقول الحقيقة التي يتأخر الكثيرون عن قولها، وأجد أن ما حصل لمشذوب هو جريمة سياسية مع سبق الإصرار. القتلة أحرار اليوم ويقتلون الكلمة الحرة، هذه جريمة تعيد نفسها مع التاريخ العراقي المعاصر كما قتل الراحل كامل شياع ها هو الباحث الاكاديمي والدكتور علاء مشذوب الذي بحث عن تاريخ كربلاء ينال 13 رصاصة ممن يقدسون الجهل وهذه الصدمة أصابت كل الادباء العراقيين يوم أمس.
 
المدى





PM:01:34:04/02/2019




568 عدد قراءة