العراق وكردستان العراق: استمرار استهداف الناشطين والصحفيين



بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني 2019 خرجت مظاهرة قام بها بعض المواطنين ضد تواجد القوات التركية في محافظة دهوك وتوجهت إلى مقر ثكنة عسكرية في ناحية شيلادزي بشمالي شرق دهوك. لقد أضرم بعض المتظاهرين النار فيها فقامت القوات التريكة بإطلاق النار العشوائي مما أدى الى مقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح مختلفة.

وعلى أثر ذلك قام جهاز الأمن في دهوك (الأسايش) باعتقال العشرات من المواطنين الذين شاركوا بالمظاهرة حيث لم يتم الإفراج عنهم إلا بعد إجبارهم على التوقيع على تعهد بعدم التظاهر مستقبلاً.

وفي وقت ٍ متأخر من نفس اليوم قامت الأسايش بإعتقال أكثر من 50 ناشطاً وصحفياً خلال تحضيرهم لوقفة تضامنية مع المتظاهرين ضد التواجد التركي في شيلادزي. ووفقًا لمصادر محلية موثوقة، تم تعصيب عيون النشطاء وتعذيبهم أثناء استجوابهم من قبل الأسايش.

 لقد تم إطلاق سراح معظم الذين تم اعتقالهم من الناشطين والصحفيين ولم يبقى في السحن سوى الصحفي المستقل والناشط المدني، شيروان الشيرواني (الصورة أعلاه)، والنشطاء المدنيين، اياز كرم، ريكان رشيد، تاكور زردشتي حيث يتم حجزهم في سجن (زركا) بمدينة دهوك.

استخدم شيروان شيرواني صفحته على الفيسبوك  والتي يملك فيها 16000 من الأصدقاء والمتابعين لنشر تقاريره الإخبارية عن مختلف الاحتجاجات بما في ذلك بعض الفيديوات حول الغارات الجوية التركية التي تجري في كردستان العراق. في 27 يناير/كانون الثاني 2019 ، وضع نشرة  احتوت اسماء جميع المواطنين الذين قُتلوا في هذه الغارات الجوية. 


كما قامت السلطات الامنية بتاريخ  01 مارس/آذار 2019 باعتقال الصحفي والناشط المدني مصطفى بامرني مجدداً حيث كان ضمن الذين أفرج عنهم ليلتحق بمن لازالو في السجن.

لقد ذكرت المعلومات الواردة ان التهم الموجهة  ضدهم هي حسب   المادة 156 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل حول "المساس باستقلال البلاد او وحدتها او سلامة اراضيها" بالرغم من إيقاف العمل بهذه المادة التي تحمل عقوبة الإعدام في إقليم كردستان بموجب القانون المرقم 21 بسنة 2003.

ومن جهة أخرى بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني 2019 قامت القوات الأمنية بمصادرة جميع أجهزة البث والاتصالات في مكتب قناة ن ر ت التلفزيونية الكردية بمحافظة دهوك وأغلقته. وكان طاقم القناة المكون من خمسة اشخاص قد تم احتجازهم لعدة ساعات من قبل السلطات الأمنية بسبب قيامهم بالتغطية الصحفية للإحتجاجات التي نظمها عدد من المواطنين ضد تواجد القوات التركية في المحافظة.

وفي محافظة النجف أمرت مديرية الأمن الوطني باعتقال الصحفي حسام الكعبي مراسل قناة ن ر ت في المحافطة حيث قام رجال أمن يقتادون سيارة مدنية بإعتقاله من أحد شوارع المدينة في ساعة متأخرة من الليل بتاريخ 07 يناير/كانون الثاني 2019 بسبب دعوى رفعها ضده مستشار الأمن الوطني بتهمة التشهير به بعد إراء نشرها الكعبي على صفحته في الفيسبوك. لقد تم اطلاق سراحه في اليوم التالي.


وفي محافظة البصرة قامت القوات الأمنية باعتقال مراسل اذاعة وزارة الداخلية في المحافظة الصحفي مسلم المياحي بعد ان قامت بتفريق مظاهرة سلمية بالقوة حيث كان يقوم بتغطيتها بعد أن انطلقت في وسط المدينة. لقد تم اطلاق سراحه بعد فترة وجيزة.

يدعو مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين ومركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات في إقليم كردستان العراق إلى اطلاق سراح كلاً من شيروان شيرواني، اياز كرم، ريكان رشيد، تاكور زردشتي، ومصطفي بامرني فوراً وبدون قيد أوشرط واحترام حرية التظاهر السلمي. وكذلك يدعوها وكذلك السلطات الاتحادية في العراق إلى احترام الحريات العامة وبضمنها حرية الصحافة وحرية التعبير وعدم استهداف الصحفين وبقية الناشطين.


PM:06:34:10/03/2019




304 عدد قراءة