أين الإعلام الاقتصادي العراقي؟
صلاح الحسن
عَمت السوق العراقية النقدية فوضى وتخبط وتهويل وسوء تقدير وتدخلات من جهات عديدة أدت الى هدم السيطرة على سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي، وكان واحدا من الاسباب الرئيسية لذلك بعض وسائل الاعلام غير الاقتصادي او ما يسمى بالإعلام غير المختص والذي روج وحلل اخبارا غير واقعية يشوبها عدم الشفافية والصدق والصراحة في نقل الخبر وتحليله وفق روى خاصة بقصد او بدون قصد حيث اضرت بالاقتصاد العراقي والذي يعاني أصلا من مشاكل عديدة بسبب هبوط اسعار النفط عالميا والحرب على الارهاب الداعشي ومشكلة النازحين والركود الاقتصادي وازمة السيولة هذا هو الجانب الاكثر فظاعة وحيث جعل الاعلام يساهم في اضافة مشكلة اخرى تمس عصب الاقتصاد العراقي وخلق حالة من الذعر وعدم الاستقرار الاقتصادي وارتباط حركة التداول النقدي والسعي وارتفاع اسعار السلع والمواد الاساسية والضرورية كالغذاء والدواء والضروريات الحياتية على سبيل المثال وكان ذلك واضحا من خلال خلية الازمة في اللجنة الاقتصادية لمجلس الوزراء وقد اتخذت اللجنة الاقتصادية عددا من القرارات وكانت تلازم قرارات البنك المركزي العراقي وبالتنسيق مع القطاعات المصرفية حيث ساهمت في اعادة التوازن والاستقرار الى التداول في السوق النقدي وادت الى ارتفاع سعر الصرف للدينار العراقي ما قبل الدولار متوازنا بحدود (1225) دينارا لذلك من الضروري ان يعي العاملون في الاعلام وبكل مجالاته ويكون للاعلام الاقتصادي المختص والجهات القطاعية الدور المهم في اساسيات خلق الاستقرار الاقتصادي ويتعدى ذلك الى المساهمة في الاصلاح الاقتصادي وتمكين المساهمة الفعلية في الإصلاح وتمكين اجهزة ومؤسسات الدولة المعنية من السيطرة الفعلية على المشاكل الاقتصادية ونشر الثقافة الاقتصادية وتجنب حالات الاخفاق الاقتصادي ويجب ان يكون اعلاما اقتصادية وطنيا لا يمر للمجالات من اجل هذا وذاك ويكون لقيادة البنك المركزي العرافي والدوائر المرتبطة به الدور الرقابي في ادارة حركة الاقتصاد المصرفي كما نعلم بان هناك دائرة للإعلام في البنك المركزي العراقي مرتبط بأصحاب القرار لجعلها الجهة الذاتية لمواجهة التحديات والتي تعاني فيها فكان ولا بد ان نضع اعلاما ناجحا يمكن ان يسفر عنه نجاح المؤسسة الاعلامية وتوفير القيادات الاقتصادية المتخصصة بالاعلام الوطني.

وهنا نقف وقفة اعلامي حبه للعراق واهله ان يوضح تجربة في هذا المجال والتي تعتبر تجربة حديثة بعد عام 2003 والتي سبق ان كان الاعلام بيد الدولة وكان يوجه مركزيا.. واما الان فإن الاعلام يسير باتجاهات متعددة وذات تيارات تقودها الاحزاب واتجاه آخر مستقل بشكل ومؤثرا في الحياة لسياسية والاقتصادية في عراق اليوم.

ونحن بصدد الاعلام فنقول ان الوضع الاقتصادي يحتاج الى دعم ومساندة الترويج والتحليل والتخطيط في سبيل ايصال الرسالة الاعلامية المتميزة سواء عن طريق الصحافة او الاذاعة والتلفزيون وعبر قنوات التواصل الاجتماعي إذن لابد للإعلام ان يقدم الرسالة الهادفة التي يخدم فيها الاقتصاد والمؤسسات الاقتصادية وتطوير عمل المؤسسات الانتاجية والمالية والمصرفية لابد من اعتماد مقدمات الانتقال لاقتصاد السوق.


AM:04:58:09/10/2017