البشير شو برنامج فكاهي يثير قلق المسؤولين
افراح شوقي

استطاع البرنامج العراقي الساخر (البشير شو) للاعلامي أحمد البشير ان يتصدر البرامج  في  عدد المشاهدات في اليوتيوب ، وينتظر موعد بث حلقاته المئات من الناس ، وهو البرنامج السياسي الساخر الاول بالعراق ، لانختلف على ذلك .. اسلوب طرح البرنامج يعتمد  الصراحة والسخرية من  واقع الحال المعاش  بكل مافيه من مرارة وتناقضات وعجائب، يضحكنا ويبكينا في ذات الوقت ويحفز فينا ملايين  الاسئلة.. واحيانا يجرنا لمواجهة خيبات مسكوت عنها بفعل التراكم الصعب الذي نعيشه ، يحفزنا لنفكر... هل صحيح اننا نعيش كل هذا الخراب والفساد .. واحياناً اخرى نلوذ بالصمت والصمت وحده وانتظار ماتبقى لنا من حياة لا قيمة لها مالم نقدم على  فعل شيء ما.

 البرنامج وطبيعة الطرح فيه ينتمي الى اساليب البرامج السياسية التي تعتمد التهريج على الاحداث والاخبار بطريقة جريئة، وقد نجحت بكسر تابوهات محرمة وتخطت كل الخطوط الحمر والبيض حتى صار موعد الحلقة مصدر قلق معلن للسياسيين ورجالات السلطة في العراق خشية استهدافهم، ولسان حالهم يقول كعادل امام في مسرحيته الشهيرة ( انا اسمي مكتوب؟ طيب!). وبعضهم  قد يتوسط لاجل ان لايأتي اسمه في الحلقة!!.  طبيعة  البرنامج اعتمد الضحكة والنكتة والاغنية  التي ربما تخفف من الضغط الكبير على الناس في زمن صار يعج بالفساد المعلن (عيني عينك) و لم تعد الكياسة والاسلوب المهذب  تجدي نفعاً ، ولابد من استخدام شوكة اكبر لوخز اصحاب الجلود الثخينة.! استخدم البرنامج لغة شعبية  تصل المواطن بسهولة  بما فيها  استخدام المفردات الدارجة والامثال الشعبية، قد يكون  بعضها خادشاً للحياء ويحمل مفردات لاتناسب العائلة العراقية المحافظة وهذا هو المأخذ الوحيد على البرنامج . 

ما يحسب للبرنامج انه روج لفكرة محاسبة المسؤول  ومواجهته بالخطأ وتذكيره بأقواله وافعاله، عبر تصريحاتهم الموثقة ( من فمك ادينك) بعد ان كانت سطوة  القدسية والهيبة تحيط المدير والوزير وعلى الاتباع دوما مسح اكتافه بكل وقت..  البرنامج استطاع كسر المألوف من البرامج السائدة ومن الخطاب التقليدي ، ففي العراق، هناك  ما يقارب 50 قناة تلفزيونية،معظمها تابعة لاحزاب سياسية لاتقدم سوى نهجها المساند لوجود تلك الاحزاب وهو بعيد عن اي انتقاد ساخر، فيما استفاد  البشير شو مقدم البرنامج  من واقع عراقي يعج بالمتناقضات والاحداث والتذمر والسلبيات  وفتاوى التحريض الطائفي وممن يلقون بالموعظة الحسنة وهم يسيرون عكسها، ويدعون للزهد وفقر الحال فيما اولادهم ينعمون في المدارس الاهلية  والمسابح الاوربية! ولعل هذا النوع من الفنون واقصد فن البرامج الساخرة  حديث العهد  على الساحة الإعلامية العراقية؛ وقد تأثر كثيرا ببرنامج "البرنامج" الذي قدمه  الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف عقب ثورة يناير/كانون الثاني عام 2011 ولاقى نجاحا منقطع النظير وبني ادم شو للفنان احمد ادم وحاليا جو شو للشاب يوسف حسين وجميعها ركز على  فساد السلطات  بطريقة ساخرة. اجمل مافي البرنامج انه لايستثني احدا من النقد اللاذع ، حتى حار به البعض من اصحاب نظرية المؤامرة! واتهاماتهم التي تدور على شاكلة  انه  مدعوم من جهة عميلة  ويستهدف اسقاط العملية السياسية وان الماسونية تغدق عليه الاموال لاجل التخريب وغيرها من اتهامات جاهزة, البرنامج مستمر وموسمه الجديد الذي حمل عنوان الجمهورية بدا قبل ايام ويحصد المزيد من المتابعات  .. وهو يستخدم طريقة الطرح ذاتها مع اضافات الاغاني والمنلوجات الساخرة   وبعض المشاهير كضيوف شرف .
 
 
الزمان

AM:02:28:31/07/2019