فرسان الكلمة
عماد ناصر

على مر العصور كانت ومازالت صياغة الكلمة فن ومعيار تقدم ورقي الامم والشعوب وعلى الرغم من التطور المدهش في عالم التكنلوجيا وتعدد وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة ما برحت الصحافة تؤدي دورها الرائد في توجيه بوصلة المجتمعات نحو تغيير المفاهيم والقناعات الخاطئة من خلال تسليط الضوء على دائرة تحليل وكشف وقراءة ما وراء الخبر لمساعدة القارئ وتمكينه من رؤية الحقائق.

 لذا يعد دور الكتاب والصحفيين دور وطنيا بامتياز وبالأخص حينما تدعوا الحاجة الملحة في الاوضاع الراهنة من ان يأخذ الفرسان لجام الكلمة الجامحة ليقودوا المجتمعات الى بر الامان. والصحافة الرياضية التي تمتد جذورها لأكثر من قرن لم تفقد رونقها المعهود في الريادة فقد برهنت في ازمات عدة عمق انتمائها للرسالة السامية من خلال شجاعة وعنفوان فرسانها الأصلاء.

صحافتنا الرياضية تعج بالأكاديميين والحرفيين المخلصين الذين بذلوا حياتهم في خدمة الرياضة العراقية فما زلت احتفظ بمقالتين للرمزين الدكتورين الفاضلين هادي عبد الله وعمار طاهر واللتين تحدثتا عن اختطاف اعضاء اللجنة الأولمبية عام 2006 بكل شجاعة وحزم في ظرف خرست فيه الاقلام من هول الفاجعة ولا جرم ان نكون فخورين بعراقية رموزنا سفراء العراق الحقيقيين ونتحدث عنهم بكل فخر واعتزاز ليكونوا نبراسا يضيء الدرب للأخرين الذين ربما اضناهم حلكت الطريق او عن غير قصد ضلوا في متاهات الزمن الرديء.

ان سلطة الكلمة توازي سلطة الدولة بل وتفوق احيانا إذا استخدمت لصالح التطوير والتنوير والاختلاف في الرأي حالة صحية لا غبار عليها لكن التذبذب وركوب الموجات المتباينة يثير الشكوك والتساؤلات اما الصمت فهو عنوان الفاشلين.

ان التاريخ سيذكر بأحرف من نور رموزه الشجعان وعلى الحكومة واجب دعمهم والاحتفاء بما يليق بمكانتهم الرفيعة الإقليمية والعربية. الرياضة تمر الان في مخاض حقيقي تستغيث بفرسان الكلمة في سبيل ولادة طبيعية لقوانين رصينة تنضم منهجية عملها من خلال تسليط الضوء وكشف الانتهازيين والآكلين من عرق ركبتيهم والمطبلين والمهرجين والطارئين لفسح المجال للأكاديميين والمتخصصين من اجل تأدية دورهم الوطني في خدمة الرياضة العراقية.

الزمان 

AM:03:11:24/07/2019