الصحفي مابين الخبر..ورأيه؟
أسعـد عـلي

في ظل هذا الزخم والصخب الاعلامي الذي تبثه الموؤسسات الاعلامية الرسمية والحزبية، سواء على مستوى أقليم كوردستان خصوصا والعراق عموماً، والذي فقد مصداقيته منذ زمن طويل، واصبح يثير السخرية بين المواطنيين.

وفي هذه الحالة ما أحوجنا الى أعلام مستقل، شفاف مهني لاتحركه الاشاعة والخصومة وغياب الموضوعية وفقدان الشفافية كمصدر للخبر.

ان وسائل الاعلام التي كانت توصف بأنها السلطة الرابعة، تحولت اليوم كما يصفها بعض الخبراء والمحللين المهتمين بالشأن السياسي والمجتمعي الى السلطة الاولى، فهي التي صنعت ثورات وأثرت على الكثير من الاحداث التي شهدها العالم، كما انها ساهمت في تشكيل الرأي العام العالمي وتوجيهه، في ظل الثورة العلمية والتكنلوجية التي يشهدها العالم، فيما لايزال الاعلام في كوردستان العراق وفي الكثير من بلدان العالم الثالث تغط في نوم عميق.

وعلى الرغم من ان هناك الكثير من الواجهات الاعلامية المختلفة، المرئية منها والمقروءة والسمعية، تدعي حياديتها، وانها تمثل الاعلام الحر والمستقل، وقد تكون كذلك، الا انها لم تستطع نيل الثقة الكاملة للمواطنين، في ان تكون مصدر للحقيقة في الاخبار التي تنشرها او تبثها، فيسعى المواطنين الى اللجوء لوسائل اعلامية اخرى للتأكد من حقيقة الخبر؟

وقد يكون السبب الاساسي  في ذلك، هو غياب الحرفية والمهنية في تقصي المعلومة الصحفية، والابتعاد عن تناول الخبر ضمن عناصره ( ماذا وأين وكيف ولماذا ومتى )، فأغلب صحفيينا يُضمن رأيه الشخصي ضمن الخبر الذي ينقل تفاصيله، مما يعرض حقيقة الخبر الى التشويه.

فيما بعض الصحفيين يلجأ الى الاشاعة او الخبر المبتور والمجتزء من سياقه، والتعامل معهما على انهما المصدر المؤكد للمعلومة الواردة في الخبر!

اذ يعتقد بعض الصحفيين الذين تنقصهم المهنية والاحترافية، ان ذلك يتناغم مع مزاج غالبية الناس، او قد يحسب ان ذلك يستجيب لنهج وسيلة الاعلام التي يعمل بها، وكل ذلك يتم على حساب الحقيقة وضياعها، مما يؤدي الى فقدان المواطن لثقته في الوسيلة الاعلامية التي تبث او تنشر الخبر، هذا من جهة ومن جهة اخرى يؤدي الى ارباك للرأي العام.

هنا يبرز سوآل في غاية الاهمية، هل ان الصحفي كمواطن ليس من حقه ابداء رأيه في الاخبار التي تنشر، واحتمال ان الكثير منها تؤثر بشكل مباشر على حياته ومستقبله؟

طبعا من حق الصحفي ان يبدي رأيه في كل الاخبار التي تنشر، ولكن عندما يكون هو ناقل او محرر للخبر، فبالتأكيد ليس من حقه ان يُضمن رأيه ضمن سياق الخبر، بل ان يتم ذلك من خارج سياق الخبر، كأن يكون عبر مقالة مستقلة او تغريدة او غير ذلك من الوسائل، وان يتجنب خلط رأيه الشخصي مع الخبر لحظة نقله له.

AM:03:56:18/08/2019