واقع الإعلام هنا والآن
محمد حمزة الجبوري
لازال الإعلام العراقي مكبلا بقيود شديدة تحول دون أداء رسالته المهنية السائرة صوب ترسيخ ثقافة الرأي والرأي الآخر وهنالك عراقيل جمة تعتري طريق الإعلام المهني الحر منها ترهيب الأصوات الحرة والأقلام الجريئة وعدم السماح للصحفيين بأداء دورهم على الوجه الأمثل خلال الاضاءات وكذلك أحجام الكثير من مسؤولي الدولة عن الأدلاء بتصريحات تهم الرأي العام أي محاولة البعض طمس الحقائق وعدم أبرزها وهذا مشكل مؤسف يواجه الصحفي الباحث عن الحقيقة ، كذلك تنصل صناع القرار عن الإفصاح بمعلومات الشارع بحاجة ماسة إليها يؤدي إلى غياب الشفافية وهذا الأمر يفتح الباب على مصراعيه للتاويل ويأتي في إطار التضليل والمماطلة ، أضف إلى ماتقدم أن الإعلام العراقي يعاني الطارئين على هذه المهنة الإحترافية الخطيرة ودخول أشباه الصحفيين إلى عالم الصحافة بغير وجه حق ما سمح ببروز ظاهرة "الحشو الإعلامي" و"البدائية المفرطة" في تقديم الأخبار وصياغتها ما ولد ضعفا ملحوظا في منظومة الإعلام العراقي وجعل الرأي العام المحلي يبحث عن إعلام آخر يشبع غريزته يكون أكثر مهنية وحيادا، لذا لابد من العمل الجاد لإنقاذ الإعلام العراقي من حالة الإنهيار المنظم وإعادة رسم إستراتيجية إعلامية جديدة تعيد للصحافة هيبتها يتم من خلالها إكتشاف مواهب صحفية مهنية ومن ثم تأهيل هذه المواهب وصقلها وإعادة إنتاج إعلام هادف مسؤول مهمته الرئيسة إبراز مظلومية الإنسان إلى الرأي العام وليس تلميع الوجوه والسير في الركاب وتبرير الأخطاء، أعتقد أن في العراق أقلاما مبدعة قادرة على النهوض والتحدي وانتشال الواقع الإعلامي الماثل لو تم احتضانها وتوفير أجواء التدريب المناسبة لها لأن أساس كل نجاح هو التخطيط والتدريب والتواصل مع المهنة فضلا عن كسب معلومات وخبرات خارجية واستنساخ التجارب الناجحة ولكن أعتقد أن هنالك إرادات تسعى إلى تعطيل عجلة الإعلام العراقي الحر وارغامه على الرضوخ وغض الطرف وتسعى لجعله في مجال التبعية السياسية والا ماذا يفهم أحجام الدولة عن دعم المؤسسات الإعلامية المستقلة أليست هذه المؤسسات هي من ترسخ الديمقراطية وتعزز فرص النهوض الحضاري وتوصل الرسالة إلى العالم؟ علينا كصحفيين الضغط على الرأي العام ليقف معنا وممارسة الضغط المستمر على صناع القرار لنيل حقوقنا المصادرة عنوة ومنها حماية الصحفيين حماية حقيقية واعطاؤهم الحق الكامل في الحصول على المعلومة وحرية الحركة و العمل في كل قطاعات الدولة دون منع وتضييق.
-azzaman