الفيسبوك
علي السراي
لو أن النظامَ الذي يحكم العالم اليوم شمولي، لما كان قادراً على ابتكارٍ كهذاالفيسبوك 


فكرةٌ ثورية أن تجعل ربع سكان كوكب الأرض قادرين في اللحظة ذاتها على التجاوب مع سؤال مباشر ومكثف: بماذا تفكر الآن؟ سؤالٌ مثير، أو لنقل إنه ابتكارُ ليبرالي!
مئات الملايين من الأفكار والانطباعات والآراء، بقيمة أو من دونها، تنساب في دائرة غير متناهية، تربط الناس في مطبخ إنساني رقمي هو الأكبر عبر التاريخ. 

هذا هو الهامش!
المتن في فيسبوك إنه أكبر مختبر بحوث على وجه الأرض، تخيلوا ذلك فقط!
كل مستخدم هنا هو سلعة تجارية، يُستخدم رأيه ومشاعره وانفعاله لتحديد مواقف كتل بشرية ما من قضايا عامة، الانتخابات على رأسها. 

كل انطباع، إعجاب، تعليق، يدخل في مختبر يدر أرباحاً كبيرة ومنافع معرفية غير مسبوقة لمن يريد هندسة القرارات الفردية أو التعرف عليها، في لحظة سياسية ما، حاسمة أو يخطط لها أن تكون حاسمة.

قبل أن أكتب هذا، كنت أفكر باللذين يملكون قدرة عجيبة على التعليق على كل حدث، أن يشاركونا أي شيء وفي أي وقت.

قدرةٌ لا أعرف إن كنت أحسدها أو استغربها!

AM:04:00:12/06/2019