خمس تحقيقات استقصائية يجب قراءتها.. وتوجيهات من صحفية ذات خبرة




تعتبر الصحافة الاستقصائية أداة قوية تسلط الضوء على جميع أشكال الفساد والظلم وسوء استخدام السلطة والجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، كما أنها وسيلة لإعداد قصص تمر بدون أن يلاحظها أحد ومشاركتها لمصلحة الجمهور.

اليوم، يدرك الصحفيون والمؤسسات الإعلامية مدى أهمية هذا النوع من الصحافة، نظراً لقوة السرد الرقمي في جذب القراء وإحياء القصص، كما يسعى العديد من الصحفيين للتوجه والتخصص في الصحافة الاستقصائية. 

ومن بين أهم النصائح التي تلقيتها من الصحفية المختصة في التحقيقات هدى عثمان هي القراءة؛ حيث يجب على الصحفي قراءة التحقيقات الاستقصائية ومشاهدة الوثائقيات، لتغذية عقله بالمعرفة واكتساب المهارات التي يمكن أن تساعده في تحقيقاته الصحفية.

في هذا المقال، سنستعرض خمس تحقيقات استقصائية يجب على كل صحفي مهتم بالصحافة الاستقصائية قراءتها. كما سنقدم لكم نصائح من هدى عثمان، صحفية ومدربة مقيمة في نيويورك ورئيسة منظمة الصحفيين العرب والشرق أوسطيين في الولايات المتحدة. وقد عملت هدى في قسم الصحافة الاستقصائية بشبكة أي بي سي نيوز وشبكة سي بي إس نيوز.

1. أرجوك وفّر لي هذا الدواء! 

يكشف هذا التحقيق عن نقص شديد في الأدوية الأساسية لعلاج المرضى النفسيين داخل الصيدليات المغربية، وارتفاع أسعارها بالنسبة للمواطنين المغاربة. بالإضافة إلى ذلك، يُشير القانون المغربي إلى أن استيراد الأدوية عبر الإنترنت مخالف للقانون، مع فرض توفير مخزون يكفي لمدة ستة أشهر من الأدوية داخل الصيدليات.

التحقيق يتناول أيضًا شهادات حية من أسر تعاني بشدة جراء قلة الأدوية وارتفاع تكلفتها، مما يزيد من معاناة المرضى وأسرهم.

2. سكّان الحسكة محرومون من شرب المياه النظيفة والكوليرا في المرصاد

يكشف هذا التحقيق عن معاناة المدنيين في مدينة الحسكة للحصول على مياه شرب نظيفة، حيث أصبحت محطة المياه الرئيسية "علوك" وسيلة ضغط سياسي بين "قوات سوريا الديمقراطية" والمعارضة السورية المدعومة من تركيا. تعرضت المحطة لانقطاع المياه المتكرر بسبب الصراع بين الطرفين، مما أجبر السكان على الاعتماد على آبار غير صالحة للشرب، ومما أدى إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا والتهابات الأمعاء. وتفاقم الوضع بسبب ضعف الرقابة على جودة المياه الموزعة عبر الصهاريج من قبل الجهات المحلية، حيث بات نحو مليون شخص يعتمدون على مياه ملوثة.


3. Stolen
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت دار بيثيسدا السرية الداخلية مسؤولة عن ما لا يقل عن 100 عملية تبني. المشكلة كانت أن لا أحد كان يعلم ما الذي كان يحدث بالفعل في الدار. الآن، تأتي النساء ليروين قصصهن — قصص التبني القسري، وسوء المعاملة الجسدية، والصدمات النفسية وبفضل التحقيق الصحفي الذي قام به تايلر كينكيد، يتم لم شمل بعضهن مع أطفالهن.

اكتشف كينكيد أن العائلات دفعت "هبة حب" قدرها 250 دولارًا للدار للحصول على طفل. تم دفع هذه الرسوم من قبل العائلة التي أخذت طفل نانسي وومك. تم لم شمل نانسي مع طفلها لأول مرة في عام 2021، وروت NBC قصتها.

4. الدنمارك تهدّد بإعادة النساء الهاربات من المعتدين إلى سوريا، بقلم ميغان كليمنت، ميس قات.

يتناول هذا المقال معاناة النساء الهاربات من المعتدين، اللواتي يواجهن خطر الترحيل من الدنمارك إلى سوريا. تُظهر الأبحاث أن الحكومة الدنماركية، من خلال سياستها التي اعتبرت دمشق منطقة آمنة لعودة طالبي اللجوء، تفرض عقوبات غير متناسبة على النساء، اللواتي يعانين من مخاطر خاصة بالنوع الاجتماعي، سواء في بلادهن أو في الدنمارك.

كما يستعرض المقال عدة تجارب من بينها تجربة "فاتن"، وهي لاجئة سورية تعيش في الدنمارك، التي تواجه تهديد الترحيل إلى سوريا بسبب هذه السياسات.

Harvey Weinstein Paid Off Sexual Harassment Accusers for Decades. 5

في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2017، نشرت صحفيتان من "نيويورك تايمز" قصة حول سوء السلوك الجنسي لهارفي واينستين مع عشرات من أبرز ممثلات هوليوود. في غضون أيام، بدأت المزيد من النساء في التقدم برواياتهن الخاصة عن التحرش والإساءة، مما أدى إلى ولادة حركة #MeToo. 

يكشف هذا التحقيق عن ادعاءات غير معلنة سابقًا تمتد على مدى ثلاثة عقود، تشمل دفع واينستين تعويضات لثماني نساء على الأقل. تم اكتشاف هذه الادعاءات من خلال مقابلات وسجلات قانونية ورسائل بريد إلكتروني ووثائق داخلية. وبعد الكشف عن هذه التفاصيل، قامت شركة "واينستين" بإنهاء عمله في الشركة. ورغم انتقادات محامي واينستين لصحيفة "نيويورك تايمز"، أكدت الصحيفة أنها واثقة من دقة تقاريرها.

وفي هذا السياق، تقول هدى عثمان: "نصيحتي للصحفيين الذين يرغبون الدخول بمجال الصحافة الاستقصائية هي أن يغمروا أنفسهم في التحقيقات. من الضروري قراءة النصائح والتقنيات، ولكن هذا ليس كافيًا. تتعلم أكثر من خلال التحقيقات التي قام بها صحفيون متمرسون".

 إليكم نصائحها حول كيفية القراءة الفعالة للصحافة الاستقصائية:
التفاعل مع التحقيقات الفعلية: اقرأ، شاهد، واستمع إلى التحقيقات الحقيقية. هذا أمر ضروري لفهم التفاصيل الدقيقة وتعقيدات الصحافة الاستقصائية.
ممارسة القراءة الواعية: أثناء التفاعل مع التحقيق، اقرأه بوعي. قد يعني ذلك قراءته أكثر من مرة. في القراءة الأولى، احصل على الفكرة العامة للقصة. في القراءات اللاحقة، تغوص بأعمق في التفاصيل.
تحليل التحقيق: 
الفرضية أو نقطة البداية: حاول أن تخمن ما هي الفرضية الأولية أو نقطة البداية للتحقيق. 
الأسئلة الرئيسية: اكتب أسئلة مثل: ما هي النتيجة الرئيسية؟ كيف تم جمع المعلومات؟ من هم المصادر؟ 
تقنيات السرد: حلل السرد. فكر في الطرق البديلة لعرض القصة ولماذا قد تكون الطريقة المختارة هي الأكثر فعالية (أو لا).
 القراءة النقدية: قم بتحليل شامل للتحقيق. هذا يساعدك على التفكير في عملك الخاص والتعلم من الآخرين. فكر في كيفية تناولك لنفس القصة بشكل مختلف وما هي التقنيات التي قد تعتمدها.
دراسة التحقيقات الحائزة على جوائز: ابحث عن التحقيقات الحائزة على جوائز. ابحث عن مقابلات مع الصحفيين أو مقالات خلف الكواليس عن هذه الأعمال. حللها لفهم ما الذي جعلها ناجحة.
باتباع هذه الخطوات، تقول هدى إنه يمكن للصحفي تطوير فهم أعمق للصحافة الاستقصائية وتحسين مهاراته الاستقصائية الخاصة.






المصدر/ شبكة الصحفيين الدوليين


AM:10:45:01/10/2024




140 عدد قراءة