منتدى شبكة الصحفيين الدوليين يناقش تعزيز مشاركة الشباب في العملية الديمقراطية




في ظلّ التحديات التي تواجه الديمقراطية حول العالم، تبقى مشاركة الشباب أمرًا حاسمًا لضمان استمرار قيم الحرية، العدالة، والمساواة. في هذا السياق، نظم منتدى شبكة الصحفيين الدوليين جلسة خاصة حول موضوع "تعزيز مشاركة الشباب في العملية الديمقراطية"، تزامنًا مع اليوم العالمي للديمقراطية. هذه الجلسة جاءت كجزء من سلسلة جلسات تنظمها الشبكة بمختلف اللغات لتعزيز دور الإعلام في تحقيق الديمقراطية، وتمكين الشباب من المشاركة في صنع القرار.

أهمية الجلسة ودورها في تعزيز مشاركة الشباب
تأتي هذه الجلسة في وقت تحتاج فيه الديمقراطيات إلى تفعيل دور الشباب الذين يمثلون أكبر شريحة من السكان في معظم دول العالم. ومع تسارع التغيرات السياسية والاجتماعية في العديد من البلدان، يبدو أن الشباب غالبًا ما يكونون الأكثر تضررًا من السياسات غير العادلة التي قد تُفرض في بعض الأحيان. هنا يتجلى دور الإعلام في دعم هؤلاء الشباب وتوفير منابر تمكنهم من التعبير عن آرائهم والمساهمة في تحسين مجتمعاتهم.



ركزت الجلسة على الأدوار التي يمكن أن يلعبها الإعلام في تعزيز العملية الديمقراطية من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الإعلام المستقل، وكيف يمكن أن يكون الإعلام حليفًا للشباب في تعزيز قضاياهم وتبني السياسات التي تتماشى مع مصالحهم.

محور الجلسة: الإعلام والشباب في مواجهة التحديات:
خلال الجلسة، تم التطرق إلى عدة مواضيع حيوية تتعلق بالإعلام والديمقراطية. كان التركيز على كيفية مواجهة التحديات التي تعرقل الإعلام المستقل، خصوصًا في ظل الأنظمة التي قد تفرض رقابة مشددة على الإعلام وتحد من حريته في التعبير.

أحد أبرز هذه التحديات هو التدخل الحكومي في الإعلام، حيث يتم تحيّز التغطية الإعلامية لصالح السلطة الحاكمة على حساب الجماهير. مثل هذه الأنظمة تفرض رقابة على الإعلام وتمنع وصول المعلومات الحقيقية للجمهور، مما يعيق النقاش الديمقراطي ويحد من قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة.

إلى جانب الرقابة الحكومية، تم تسليط الضوء على تأثير التمويل في الإعلام. العديد من المؤسسات الإعلامية تتأثر بمصالح تجارية وسياسية نتيجة للتمويل الخارجي، وهو ما قد يؤدي إلى تحيّز التغطية لصالح الجهات الممولة. هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على استقلالية الصحافة ويقلل من دور الإعلام في مساءلة السلطة والكشف عن الفساد.

إلى جانب ذلك، فإن انتشار الأخبار المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشكل تحديًا إضافيًا للإعلام الديمقراطي. هذه الأخبار المزيفة غالبًا ما تستخدم لتشويه الحقائق أو خلق بلبلة بين الجمهور، مما يجعل من الصعب على الناس التمييز بين الأخبار الحقيقية والمضللة.

مشاركة المتحدثين البارزين: رغد غرايبه ولحسن شويس:
شارك في هذه الجلسة عدد من المتحدثين البارزين الذين لديهم خبرات واسعة في العمل الإعلامي والمجتمعي. من بين هؤلاء كانت الصحفية الأردنية رغد غرايبه، مؤسسة منصة "حوار الشباب الأردني"، التي تعمل على إشراك الشباب الأردني في الحوار المجتمعي والديمقراطي. وقد تحدثت رغد عن أهمية تمكين الشباب من خلال توفير منابر إعلامية تتيح لهم التعبير عن آرائهم والمساهمة في حل القضايا التي تؤثر عليهم بشكل مباشر.

وشددت رغد على أن الشباب هم القوة الحقيقية للتغيير، وأن الإعلام يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في دعم هذا التغيير من خلال تسليط الضوء على القضايا التي تهم الشباب مثل البطالة، التعليم، والمشاركة السياسية. كما تحدثت عن أهمية تسليط الضوء على قصص النجاح الشبابية في المجال السياسي والمجتمعي لتشجيع الشباب الآخرين على الانخراط في العملية الديمقراطية.

من جهته، تحدث لحسن شويس، مؤسس منصة "الحوار من أجل الديمقراطية"، التي تسعى لتعزيز ثقافة الحوار والمساءلة في السياسات العامة، عن دور المنصة في تقديم نموذج إعلامي رقمي يهدف إلى إشراك الشباب في حوارات مع صناع القرار. وفقًا لشويس، توفر المنصة مساحة للشباب للتفاعل مع المسؤولين حول القضايا التي تؤثر عليهم، مما يسهم في تعزيز الوعي بحقوقهم الديمقراطية.

حول منصة "الحوار من أجل الديمقراطية":
تمثل منصة "قضايا الشباب - الحوار من أجل الديمقراطية"، التي أسسها لحسن شويس في بداية عام 2022، واحدة من النماذج الرائدة التي تسعى لتعزيز الديمقراطية عبر تمكين الشباب من مناقشة القضايا التي تؤثر على حياتهم بشكل مباشر. المنصة تنظم لقاءات حوارية بين الشباب وصناع القرار لمساءلة السياسات العامة ومتابعة قضايا المجتمع المحلي.

تركز المنصة على مناقشة مواضيع حيوية مثل العدالة الاجتماعية، الحق في الولوج إلى الفضاء العام، السياسات العامة المحلية، والشفافية في تدبير الشأن العام. كما تسعى المنصة لتعزيز دور المرأة من خلال تشجيع المشاركة النسائية وتسليط الضوء على قضاياهن المتعلقة بالمساواة والمشاركة في صنع القرار.

التحديات والفرص:
على الرغم من الدور الحيوي الذي تلعبه منصات مثل "الحوار من أجل الديمقراطية"، فإنها تواجه تحديات مرتبطة بضعف التمويل واعتمادها في كثير من الأحيان على شباب متطوعين. هذا الأمر يتطلب تنظيم دورات تدريبية مستمرة للملتحقين الجدد لضمان استمرار جودة المحتوى المُقدّم.

بالمقابل، تسعى المنصة إلى عقد شراكات جديدة مع مؤسسات دولية لتعزيز أنشطتها والوصول إلى جمهور أوسع من الشباب. هذه الشراكات يمكن أن تسهم في تعزيز دور المنصة كمصدر مستقل للمعلومات والدعوة إلى مشاركة مجتمعية فعالة.

تعزيز الديمقراطية عبر الإعلام.. توصيات الجلسة:
خرجت الجلسة بعدة توصيات مهمة تتعلق بدور الإعلام والشباب في دعم الديمقراطية. من بين هذه التوصيات ضرورة تعزيز الإعلام المستقل ودعمه ماليًا وتقنيًا لضمان استمراره في تقديم تغطية موضوعية للأحداث السياسية. الإعلام المستقل يلعب دورًا مهمًا في الكشف عن الفساد ودعم حقوق الإنسان، خصوصًا في ظل الأنظمة التي تحد من حرية التعبير.

كما أكدت الجلسة على أهمية تمكين الشباب من إنتاج المحتوى الإعلامي بأنفسهم. بفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبح من الممكن للشباب إنشاء منصات إعلامية رقمية ومحتوى تفاعلي يسهم في تعزيز الديمقراطية. يمكن للشباب استخدام هذه الأدوات لمساءلة المسؤولين ونشر الوعي حول قضاياهم الخاصة، مما يسهم في تعزيز المشاركة السياسية.

الاستنتاج:
تعد هذه الجلسات فرصة ذهبية لتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في المجال الإعلامي، خاصة في ما يتعلق بتعزيز الديمقراطية عبر تمكين الشباب من المشاركة في صنع القرار. الإعلام المستقل ومنصات الحوار مثل "الحوار من أجل الديمقراطية" تلعب دورًا حاسمًا في دعم حقوق الإنسان والمساواة.

في النهاية، يجب على المجتمعات السعي إلى تمكين الشباب من إنتاج المحتوى الإعلامي بأنفسهم والمشاركة الفعالة في بناء نظم ديمقراطية عادلة وشفافة. الشباب هم المستقبل، وتوفير الأدوات لهم لممارسة حقوقهم والمساهمة في تطوير مجتمعاتهم يعد خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.


المصدر/ شبة الصحفيين الدوليين



AM:11:15:26/11/2024




104 عدد قراءة