أول تحالف بين المدنيين والمستقلين داخل البرلمان العراقي




كُشف في بغداد، اليوم الأحد، عن تحالف مدني جديد داخل البرلمان العراقي، هو الأول من نوعه منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، يضم نحو 30 نائباً مدنياً من حركة امتداد الجديدة، التي تأسست من رحم ساحات التظاهرات الشعبية، ونواب مستقلين لا ينتمون إلى أي حزب أو تيار.

ويقول القائمون على تصميم التحالف الجديد إن "هدفه أن يشكل معارضة حقيقية داخل البرلمان، ويخلق عملاً سياسياً تصحيحياً، دون الدخول في لعبة المحاصصة الطائفية التي تقوم عليها العملية السياسية في العراق بتشكيل الحكومات وتوزيع المناصب".

ويزداد التنافس والتوتر على مستوى العمل السياسي في العراق، وتحديداً بين معسكري التيار الصدري من جهة، والقوى التي توصف بأنها حليفة لإيران، لاغتنام منصب رئيس الحكومة.

وأعلن رئيس حركة "امتداد" علاء الركابي عقد تحالف برلماني بين المدنيين والنواب المستقلين الذي فازوا في الانتخابات العراقية الأخيرة، يصل إلى 30 مقعداً برلمانياً، وهو ما يجعلهم رقماً مؤثراً داخل البرلمان

وقال الركابي، في تصريح للصحافيين، إن "التحالف يضم الأعضاء المدنيين والمستقلين فقط، وسيُعلَن رسميا قريباً، حيث سيتجاوز عدد مقاعده البرلمانية الـ30 مقعداً".

وأضاف: "لن نشترك في أي حكومة محاصصة، ولكن سنتجه إلى تشكيل معارضة سياسية داخل مجلس النواب لمتابعة ومراقبة عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكذلك التركيز على الجانب التشريعي خلال العمل في مجلس النواب".

من جهته، قال عضو حركة "امتداد" علي الشريفي، إن "حركة امتداد تقود حالياً حراكاً جاداً لاستقطاب المستقلين، والذين لا شك في نزاهتهم ووطنيتهم، لتشكيل جبهة تقف بوجه الكيانات الحزبية التقليدية التي تسعى حالياً لتشكيل الكتلة الأكبر، من أجل محاولة منعها من اغتنام المناصب الهامة لأربع سنوات مقبلة، كما أن الحراك المدني، الذي يمثل حالة نوعية جديدة، لا يخضع للتوافقات السياسية والتسويات والمصالح الحزبية، ولا سيما أن معظم أفراد التحالف الجديد هم من متظاهري تشرين".

الركابي: التحالف يضم الأعضاء المدنيين والمستقلين فقط، والذي سيتم الإعلان عنه رسميا قريباً، حيث سيتجاوز عدد مقاعده البرلمانية الـ30 مقعداً

وأكد الشريفي، لـ"العربي الجديد"، أن "التحالف سيعتمد في حراكه السياسي على الجناح الشعبي المتمثل بالمتظاهرين والمحتجين، وليس كما تعمل الأحزاب التقليدية التي تتعكز في نشاطها على ما تمتلكه من فصائل مسلحة".

إلى ذلك، أكدت مصادر في مدينة النجف، لـ"العربي الجديد"، عقد اجتماع في المدينة بين عدد من النواب المستقلين الذين فازوا بالانتخابات بهدف الدخول في تكتل واحد مع المدنيين في "حركة امتداد". ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن النواب المستقلين هم كل من محمد عنوز، وهادي السلامي، وحميد الشبلاوي، وحيدر الشمخي، وعبد الهادي الحسناوي.

ونقل موقع إخباري محلي عراقي عن المرشح الفائز بالانتخابات باسم خشان قوله إن "كتلة المستقلين التي نهدف إلى إعلانها ستتجاوز 30 نائباً في البرلمان، تحدثنا عن ملامح هذه الكتلة في البرلمان المقبل بالقول إنها ستذهب إلى معارضة حقيقية مدعومة من الشعب، تشمل المحاسبة والاستجوابات وتقويم عمل الحكومة".

واعتبر في الوقت ذاته أن ذهاب رئاسة الحكومة المقبلة إلى مدني مستقل "ليس بحلم صعب المنال، لكون التوازنات السياسية الحالية تشهد تكافؤاً في الفرص بين المالكي والصدر، وهذا الأمر يجعلنا (بيضة القبان) لكلا الطرفين، ويمكن أن نحصل على دعم وقناعة الآخرين، بأن تكون كتلتنا هي المسؤولة عن تشكيل الحكومة الجديدة".  

وبحسب معلومات متداولة في بغداد، فإن "التحالف يحظى بدعم من الفريق الاستشاري لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي"، مرجحة أن التحالف قد يصل إلى أكثر من 30 نائباً.

من جهته، لفت الباحث والمحلل السياسي عبد الله الركابي إلى أن "التحالف المدني الجديد من المتوقع أن يواجه رد فعل قوياً من قوى وفصائل مسلحة، لكنه سيكون أمام اختبار إثبات جدارته أمام الشارع العراقي ككل".

وأضاف الركابي، لـ"العربي الجديد"، أن "نجاح القوى المدنية في البرلمان الحالي قد يمهد لحصدها نتيجة أكبر في انتخابات 2025، أو بالعكس، وهو ما يجب أن يفهمه المدنيون الذين فازوا بالانتخابات، إضافة إلى النواب المستقلين، حتى لا يصاب الشارع بخيبة أمل أخرى".

-alaraby


AM:11:31:18/10/2021




260 عدد قراءة