لم ننتخبكم لتسلبونا حريتنا وتفرضوا علينا أفكاركم.
لم ننتخبكم لتسطروا أولوياتكم على أولويات الوطن وأهدافه.
لم ننتخبكم لتعبثوا بأموال الوطن يميناً وشمالاً لترضوا جاراً أو صاحباً أو زائراً في ديوانكم.
لم ننتخبكم لتزيدوا عبث التزوير والتلاعب بالجنسية بحسب معاييركم وليس ما نصت عليه مواد الدستور ومذكرته التوضيحية.
لم ننتخبكم لتتسابقوا وتحددوا لنا ماذا نقرأ ونسمع ونشاهد.
لم ننتخبكم لتشهروا أمامنا مجلساً هشاً ضعيفاً في تفكيره وأولوياته.. ذا أداء تطغى عليه روح التصفيات والانتقام ما بين أعضائه.
لم ننتخبكم لتعسرونا كلما فتحنا الصحف.. لنقرأ ما يثير غثياننا ويزيد حسرتنا.
لم ننتخبكم لتعيدونا إلى الوراء عاماً بعد الآخر.. بحجة حرام ولا يجوز.
لم ننتخبكم لتمارسوا ضغوطكم وسلطاتكم في تعيين فلان وعلان، لأنهم محسوبون عليكم وعلى من بيده السلطة والقرار.
لم ننتخبكم لتقترحوا هيئات هي آخر أولويات الوطن، وتتناسوا وتغمضوا أعينكم بقصد وعن سبق إصرار.. عما تسبب بالحال المهلهل الذي وصلنا إليه.. بسبب تجاهل ملف تزوير الجنسية والعبث بها بشكل أبعد ما يكون عن الأصول، ومحاولة طمسه وسط صمت حكومي مقيت، فخرجت لنا شريحة أصبح منها من يشارك في التشريع، يُشرّع ويُقرّر ماذا نعمل، يتحكّم في حياتنا.. حتى الجزء الخاص منها.
لم ننتخبكم لتقرروا أنتم علاقتنا مع الرب سبحانه وتعالى بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ويجوز وما لا يجوز.
لم ننتخبكم لتقرروا ما نلبس حتى يحق لنا ممارسة حقنا السياسي نحن النساء، فتُأصّلوا بالمجتمع «النفاق الديني»، سبيلاً لممارسة حق من حقوقنا نحن النساء نص عليها دستورنا العظيم.
لم ننتخبكم لتصمتوا وتغمضوا أعينكم متى شئتم.. وتعلوا أصواتكم وتبحلقوا بأعينكم متى شئتم، في تعاملكم مع ما يطرح في قاعة عبدالله السالم من قضايا بحسب اتجاه مصالحكم.
لم ننتخبكم لتصمتوا وتبلعوا ألسنتكم.. وأنتم تسمعون ما لا تتفقون معه من مقترحات وقوانين هي أبعد ما تكون عن ثقتكم بنا وبمجتمعنا.
لم ننتخبكم لتطبقوا سياسة «مَرّر وأنا أُمَرّر»، أو «وافق وأنا أوافق»، وأنتم تعرفون جيداً أنكم ترضونهم على حساب قناعاتكم وتفكيركم.
لم ننتخبكم لتماشوهم في أولوياتهم وتغفلوا عن أولوياتنا، أين أنتم عن الثقافة والمثقفين؟ أين أنتم عن الرياضة والرياضيين؟ أين أنتم عن الفن والفنانين؟
سمعناهم يقترحون إنشاء مراكز دينية في كل منطقة، مراكز منفصلة للشباب والفتيات، علماً بأننا مجتمع محافظ تشَرّب الدين منذ نعومة أظفاره.. بدءاً من البيت وصولاً إلى المدرسة.
لم نسمع منكم اقتراحاً مماثلاً بإنشاء مراكز لممارسة الرياضة والثقافة والفنون في كل منطقة توازي هذا التوجه ولا تلغيه، للارتقاء بشبابنا وملء فراغهم بأنشطة مفيدة.
أقولها بالصوت العالي، هكذا مجلس عدمه أفضل من وجوده.
رأيي الخاص وأنا حرّة.. وإلا هل هناك ضوابط شرعية أيضاً يجب أن ألتزم بها قبل أن أعبّر عن رأيي؟!