تبقى شهادتي مجروحة باخي العزيز الدكتور عمار طاهر .. فهو اليوم احد اهم وابرز العناوين على مستوى الاعلام العراقي .. وكثيرا ما اتحفنا بموضوعات وتقارير واعمدة بالغة الاهمية تتحدث في صلب الواقع الاعلامي وارهاصاته وتداعياته في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل والنابل ليفرز لنا صورة ماساوية حقا عن واقع صعب جدا وبات تجاوزه اكثر صعوبة ويتطلب ما يشبه المعجزة مع شديد الأسف.
" سلطة خارج الزمن " جاء في هذا الاطار بالضبط .. فالدكتور عمار اراد ان يفتح تلك العيون الغافية من شدة التعب مثلما اراد ان يسلط الضوء على تلك الحقائق المرة التي يعرفها الكثيرون لكنها لم تجد من يتناولها بمثل هذه المهنية عالية المستوى ..
نعم اعلامنا العراقي في غرفة الانعاش ، وقد لا اتردد اذا ما قلت انه فقد كل عناصر الحياة وبات وكأنه اقرب الى الموت .. فما نراه من خلال القنوات الفضائية ، ربما جميعها بلا استثناء ، هو سيرك حقيقي لا علاقة له بالاعلام الذي يقوم على المعايير المهنية الموضوعية وعلى الصدق والدقة في الطرح وعلى المنهجية النابعة من الحرص على الوطن والمواطن .. واذا ما ركز الدكتور عمار على الاعلام المرئي فان ما يحدث على مستوى الاعلام المكتوب لا يقل سوءا وسقوطا وهو ما تناوله ايضا في الجزء الاخير من تقريره الذي يوجع القلب صدقا..
وفي هذا الجانب دعونا نركز على الاعلام الرياضي الذي يخصنا في هذا التجمع.. اذ لم يعد خافيا حقيقة التردي والتراجع الكبير الذي بات عليه اعلامنا الرياضي والمرئي منه على وجه الخصوص .. مزايدات وعمليات ابتزاز وكذب وتزوير للحقائق وخروج عن كل ماهو مألوف وكل ذلك يجري في وضح النهار دون وجل ودون حياء ودون ريب من محاسبة لا من ضمير ولا من مسؤول.. !! اقول نعم انه الواقع المر يا عزيزي دكتور عمار ..
اشرت فاصبت كما في كل مرة .. لكن المؤسف جدا جدا هو اننا جميعا اصبحنا وكأننا نؤذن في مالطا .. ومع ذلك ، ولكي لا اتهم بالتشاؤم ، اوجه اصبعي لضوء ينبعث من خلال وجود عدد من القامات الاعلامية المهمة امثالك يادكتور .. فانت اليوم المعني الاول في خلق واقع جديد مختلف كل الاختلاف ومتجاوز لكل امراض الزمن الرديء هذا على مستوى الاعلام وذلك من خلال وجودك على رأس الهرم في المصنع المعني بارساء اسس خلق جيل جديد قادر على تجاوز كل ماهو كريه من صور البؤس والدمار الذي حل باعلامنا العراقي شأنه شأن ما حل بنا في مختلف ميادين الحياة بعراقنا الابي .. دمت عزيزا ورائعا اخي الكريم دكتور عمار وبارك الله بك وبامثالك من المخلصين لهذا البلد الجريح ..