قانون نيوتن المعطل
نوزاد حسن

ربما كان الاسبوع الماضي قاسيا جدا علينا بعد اغتيال والد الناشط علي جاسب يوم الاربعاء الماضي,ثم اغتيال عائلة من ثمانية افراد جنوبي صلاح فيما سمي بمجزرة البو دور.وعلى الرغم من عرض الجهات الامنية اعترافات لما قيل انه الفاعل الحقيقي الذي نفذ عملية اغتيال الاب المفجوع بولده المختطف,وما وجه به الكاظمي من متابعة ما وقع في صلاح الا ان حجم الادانة والاستنكار كان كبيرا.فهناك في الواقع حالة من عدم الرضا لدى المواطن على ما يقع من انتهاكات بين الحين والاخر.وقد اثار انتباهي رجل عجوز من صلاح الدين تحدث عن الجريمة التي وقعت ليل الخميس الماضي,متسائلا عن الذنب الذي ارتكبوه.ولو توقفنا هنا قليلا لتذكرنا اننا كثيرا ما نسمع هذه الجملة بعد ان يقع حادث يثير لدى الناس هذا السؤال الانساني.

اعتدنا على رد الفعل التقليدي بعد اية جريمة اغتيال تقع,او قضية فساد تثار.الاستنكار جاهز ثم تتبعه مطالبة جدية بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات ما حصل.احيانا يؤكد المسؤول المتحدث انه يتمنى ان تصل اللجنة المشكلة الى نتائج تعيد الحق لاصحابه,وتعاقب الفاعلين وفقا للقانون.

تلقائيا تنفجر ردود الفعل في وسائل التواصل الاجتماعي تعليقا على اي انتهاك يقع.غضب شعبي لا يستثني احدا من النقد.وقد يسخر المدونون من اي استنكار يسمعونه لمسؤول وهم يقولون:اذا كان المسؤول يستنكر فماذا يصنع المواطن.

 هذه الصورة قاسية جدا وغامضة ولا يفهمها الناس بسهولة لانها تخالف ما تعلموه من الفيزياء في ابسط قوانينها.

  نفهم كبشر بسطاء ان الحكومة لها وظيفة حراسة القانون وتطبيقه على الجميع.وفي حالة وقوع انتهاك ضد انسان فلا بد ان يكون هناك رد فعل مناسب ضد ذلك الانتهاك.لا بد من متابعة القتلة والمجرمين والقبض عليهم.هذا الامر ليس سوى العمل بقانون نيوتن الذي يقول لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويخالفه في الاتجاه.الجريمة فعل,ورد الفعل عليها هو اكتشافها,ومعاقبة مرتكبيها.ومن الخطا الاعتقاد ان روح قانون نيوتن لا ينطبق على المجال الانساني الذي يتعرض يوميا لانتهاكات مستمرة.فكلما كان رد الفعل حاسما وقويا ضد الجرائم المرتكبة شعر الناس انهم في امان,وسعادة حقيقية.


PM:02:17:17/03/2021