المطلوب ليس التصدي‮ ‬للكوارث‮... ‬المطلوب منع وقوعها
آلا الطالباني


تتوالى الكوارث والقلب‮ ‬ينزف دماً‮ ‬والعين تنهال دمعاً،‮ ‬ولست هنا لتعداد ما تعرض له شعبنا العراقي‮ ‬العظيم،‮ ‬لكن الحقيقة الكبرى الواضحة هي‮ ‬أن العراقيين بجانب كل ما عانوه من سياسات النظام الشمولي‮ ‬المخلوع‮: ‬القمع الدموي‮ ‬والقتل الجمعي‮ ‬والحروب الخاسرة وتدمير الاقتصاد الوطني‮ ‬في‮ ‬ظل عسكرة المجتمع،‮ ‬بكل ما ترتب عليه من مشاكل معيشية واجتماعية وعلمية وثقافية،‮ ‬

وكان الأمل الكبير بعد خلع النظام الازدهار في‮ ‬ظل دولة مدنية ديمقراطية اتحادية،‮ ‬لكن ما حدث بسبب العديد من الإجراءات المرتجلة قد ساهم في‮ ‬تفكيك لحمة المجتمع،‮ ‬وفسح المجال لقوى التخلف في‮ ‬الترويج للطائفية والأثينية ومحاصصتها،‮ ‬فتراكمت المزيد من الكوارث،‮ ‬حتى وصلت حد استباحة قوة متخلفة،‮ ‬داعش ثلث الوطن،‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬غياب الخدمات،‮ ‬وتدني‮ ‬المستوي‮ ‬المعيشي‮ ‬لقرابة ثلث عراقيين،‮ ‬وتفاقم الأمية والابتعاد حتى ما عرف عن العراقيين من ولع ثقافي‮ ‬عميق،‮ ‬كانت تطبع له بيروت كل نتاجات مصر والعالم،
ليس المهم اليوم المطالبة بمحاسبة المقصرين،‮ ‬فهذا ما‮ ‬يجب وهو تحصيل حاصل،‮ ‬
المهم تحري‮ ‬الأسباب الحقيقة لتفاقم الكوارث‮:‬

العمل على العودة إلى روح الدستور والقانون،
العمل على‮  ‬العودة إلى روح التآخي‮ ‬الوطني‮ ‬بين كل العراقيين،‮ ‬
العمل على تعميق الوعي‮ ‬بأن الإسلام بكل طوائفه‮ ‬يدعو إلى النزاهة والتجرد في‮ ‬خدمة المواطنين،‮ ‬وأن كل الطوائف الدينية الأخرى هي‮ ‬في‮ ‬ذمة المسلمين‮ ‬يرعونهم،

العمل على تعميق حرية الرأي‮ ‬المسؤول البناء ليكون رقيباً‮ ‬داعماً‮ ‬لمؤسسات الدولة في‮ ‬ملاحقة الفساد و"استئصاله‮"‬،
الطريق اليوم لمنع منزلق الكوارث التي‮ ‬تحدق بنا هو التمسك بأننا جميعاً‮ ‬في‮ ‬سفينة عظيمة هي‮ ‬العراق،‮ ‬وعلينا جميعاً‮ ‬العيش فيها بسلام وتآلف وتكافل،‮ ‬

فبدون هذا ستحل علينا كوارث أخرى تتخطى انفجار قناني‮ ‬الأوكسجين،‮ ‬أو هجمة قوة سوداء مثل داعش،‮ ‬والاختناق بثروة الغاز التي‮ ‬تحترق،‮ ‬ويتدنى مستوانا المعيشي‮ ‬أكثر حتى وإن عادت أسعار النفط للارتفاع،‮ ‬

ما لم تكن هناك تنمية مستدامة لمواردنا البديلة لدولة راسخة وفق قيم الدستور‮: ‬العراق المدني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬الاتحادي‮ ‬حيث‮ ‬يتكاتف الجميع من اجل الجميع‮..‬من اجل مستقبل مشرق لأبنائنا وأحفادنا بلا حرائق ولا فساد ولا تعصب‮..‬

ونحن في‮ ‬شهر رمضان العظيم نجدد العهد لجماهير شعبنا،‮ ‬في‮ ‬سهول الرافدين وبراريه وجبال كردستان الشماء،‮ ‬إننا سنحرص على تعظيم الدور الرقابي‮ ‬لملاحقة كل فاسد أو‮ ‬غير كفء من أجل توفير خدمات حقيقية وليس محارق لمواطنين حيث تأملوا أن‮ ‬يجدوا العلاج والمواساة‮.‬

 ‬رئيسة كتلة الاتحاد الوطني‮ ‬الكردستاني‮ ‬في‮ ‬البرلمان‮ ‬عن مجموعة واتساب

-azzaman

AM:03:37:27/04/2021