مقترح تشريع قانون لحماية الحكّام

سعد محسن

تصور اخي القارئ … ان حاكما في احدى المحاكم العراقية يتلو قراره تجاه احد المتهمين في قضية من القضايا، ولكن بعد انتهائه من قراءة القرار يغضب المتهم ويتهجم على الحاكم ويندفع تجاهه كالسهم محاولا الاعتداء عليه، فيهرب القاضي راكضا منه في اروقة المحكمة ولكنه لم يفلح في محاولته فينقض عليه المتهم بالضرب ويدفعه ليسقطه ارضا ويشبعه لكما وضربا ويشاركه في ذلك اصدقائه واقاربه الذين كانوا ينتظرونه خارج القاعةّ، ولم ينتهي هذا الاعتداء الا بتدخل اهل الغيرة من الحاضرين في المحكمة ورجال الامن الذين سارعوا بالإحاطة بالحاكم وحمايته من المعتدين!!!

مالك استغربت اخي القارئ الكريم من هذه الحادثة، انها تحدث في الواقع وتتكرر في العراق وفي كافة انحاء العالم، ولكنها لا تحدث في المحاكم لما يتمتع به الحاكم من حمايات ومن قوانين رادعة تمنع حدوث ذلك. فنتسائل اذا اين تقع هذه الحوادث؟ واجيبك انها تحدث في الملاعب الرياضية ضد الحكام الذين يديرون المباريات وخاصة في ملاعب كرة القدم!

نعم اخي الكريم وقد هالني عدد ونوعيات حالات الاعتداء التي يتعرض لها الحكام في جميع انحاء العالم، فما ان تكتب على المحرك "جوجل” عن حالات الاعتداء على الحكام حتى تظهر لك العشرات من الاخبار والفديوات التي تظهر لك ما لا يسرك ابدا، بل ما تشعر به خلال المشاهدة من الحزن على الحكام لما يظهروا به من حالة ضعف وانكسار واهانة لتلقيهم لكمة مفاجئة او دفعة قوية تسقطهم ارضا، او تراهم في احيان كثيرة وهم يركضون في الملاعب هاربين من اللاعبين او الجمهور او كليهما الذين يحاولون الاعتداء عليهم والذين غالبا ما يستطيعون اللحاق بهم واسقاطهم ارضا واشباعهم لكما وركلا الى ان يتدخل بعض الحاضرين او رجال حماية الملاعب لحماية الحكم المسكين وابعاد المعتدين!

واخر حالة شاهدتها في بلدنا الحبيب هو ما وقع يوم 15 شباط 2021 ي ملاعب احدى المحافظات في المباراة التي جرت بين ناديين من الاندية، فبعد ان احتسب حكم المباراة ضربة جزاء لصالح النادي الاول قام لاعبوا النادي المنافس بالاعتراض عليه ثم التهجم ثم الاعتداء بالضرب!
وقد شارك الجمهور بضرب وركل الحكم الى ان تدخلت القوات الامنية وقامت بحمايته من اللاعبين والجمهور المعتدي! لذا ولكل ما تقدم ولأهمية موقع الحكم في الملعب وضرورة ان تكون له حماية وحصانة ما يتمتع به القاضي او الحاكم داخل المحاكم، فإنني ادعو المسؤولين الى حماية الحكام وصون كرامتهم واعطائهم القوة ليقوموا بواجبهم دون خوف وذلك بتشريع قانون يعد الاعتداء على الحكم داخل الملعب كأنه اعتداء على موظف داخل دائرته (او ما يرونه مناسبا من احكام رادعة)، وبذلك فإننا نوفر للحكم، والذي هو احد الركائز الاساسية لضمان استمرار وتطور الالعاب الرياضية، الاحترام والمكانة اللائقة التي تجعله مهابا ولا يمكن المس به فضلا عن الاعتداء عليه.

واخيرا بما انني لست مختصا بتشريع القوانين فإنني ادعوا اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية الى عقد اجتماع لأصحاب الاختصاص في القوانين والتشريعات الرياضية اضافة الى بعض جهابذة القانون من الاساتذة والخبراء لصياغة مشروع قانون يُقدم من قبل الاولمبية الى مجلس النواب لإقراره في خطوة رائدة لحماية من يستحق الحماية والاحترام.

واننا لمنتظرون …