كتب الداعية والكاتب الإسلامي الحاج كاروان على صفحته في الفيسبوك تعريفا خاطئا وغير صحيح للنوع الاجتماعي: (عل تعرف ما معنى النوع الاجتماعي، انه الزواج بين الرجل والرجل، بين المرأة والمرأة، بين النساء والرجال والحيوانات !! حتى الحيوانات لا تقبل بذلك)
في الواقع، لا يعد هذا التعريف خاطئاً فحسب، بل انه نوع من التشويه الأكاديمي والعلمي للنوع الاجتماعي أو الجندر، ذلك ان كلمة الجندر لا تعني ما كتبه الداعية الإسلامي البته.
لقد دخلت هذه الكلمة أو التسمية الى اللغة الانكليزية Gender من اللغة الفرنسية Genre، أي التنوع. على سبيل المثال يقول الفرنسيون Quel genre de problèmes والجملة تعني : أي نوع من المشاكل؟ أو يقولون Les genres littéraires أي الأنواع الأدبية. حتى في اللغة الكردية نقول الأنواع الأدبية.
بعد أن اجتازت كلمة الجندر حدود اللغة الفرنسية ودخلت الى اللغة الإنجليزية تغيرت معانيها وفقًا للسياقات والاستخدام، انما بقي (النوع) كنواة الكلمة الأصلية من حيث الاستخدامات والمعاني.
قصارى القول، كلمة الجندر تعني الدور الذي يلعبه المرء في الحياة وليس التحريف الذي قدمه لنا الداعية الحاج كروان.
لا ترتبط الكلمة ومعناها بالجنس البشري والنشاط الجنسي، بقدر ارتباطها بتنوع الأدوار التي يلعبها الرجال والنساء في الحياة العامة، على سبيل المثال، عندما تعمل الزوجة خارج البيت ويهتم الزوج بالأعمال المنزلية أو يربي الأطفال.
وهناك أدوار اجتماعية اصبحت هوية المرأة تاريخياً، المطبخ والعمل المنزلي مثلاً، انما غيّر التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي هذا الدور حيث يعمل الآن الرجال والنساء معاً في مجالات مجالات اقتصادية، اجتماعية، بل حتى عسكرية وأمنية. هذا هو معنى الجندر وليس التعريف التحريفي الذي قدمه الداعية الحاج كاروان.
إذا تركنا فهم الحاج كاروان للكلمة ومعناها جانباً، يجب أن نسأل عن وجود أشخاصاً في جميع أنحاء العالم دون هوية ذكر أو أنثى.
هؤلاء الناس الذين نسميهم في اللغة العربية والكُردية بـ (المتحولين جنسيا) ليسوا كذلك، انهم في الحقيقة ولدوا دون هوية جنسية محددة فطرياً، انما هم يعملون ويعيشون معنا، مثلنا تماماً لديهم واجبات وحقوق. إذا لم يكن لدينا فهم عميق للدور الاجتماعي الذي يلعبه الناس، فسوف ندمر حياة هؤلاء الأشخاص ونفنيهم كما فعل النازيون من أجل مجتمع وفق الآيديولوجيا النازية العرقية.
تكمن مشكلة الحاج كاروان في تحريف الموضوع وربطه بالجنس فقط، وهذا غير صحيح.