رائد الشعر الكوردي الجنوبي علي الفتي زاده
جواد ملكشاهي

مدينة سربيل ذهاب الكوردية التي تعد أحد الأقضية التابعة لمحافظة كرماشان، إحدى أكبر المحافظات الكوردية في شرق كوردستان، كان وما يزال موطناً للعلم والمعرفة، أمثال احمد بن بدران أبو بكر الحلواني، الذي يعد واحداً من كبار علماء السنة، ويحيى بن علي بن بزار أبو سعيد الحلواني، الذي كان أحد أصحاب الإمام الشافي، والمفتي الزهاوي الذي ولد في مدينة سربيل ذهاب ومن ثم هاجر مع أسرته إلى بغداد والشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي بن محمد فيضي الزهاوي الذي ولد هناك ومن ثم هاجر إلى بغداد.
 
هذه المدينة الكوردية الجميلة لها جذور عميقة في الثقافة والأدب والشعر، وتحتضن مجموعات بشرية كوردية من الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية المختلفة، وفي العصرالحديث، برز عدد من الأدباء والشعراء والكتاب والفنانيين، منهم على سبيل المثال أحمد عزيزي الذي طبعت له نتاجات كثيرة باللغتين الفارسية والكوردية، ومحمد مسعود كيايي الذي له مجموعات شعرية متنوعة، والكاتب والمؤرخ والشاعر رضا جمشيدي، فضلاً عن منوجهر كمري وسياوش بورافشار وكثيرون غيرهم لا يسع المجال هنا لذكرهم.
 
ولم تقتصر الحركة الأدبية في مدينة سربيل ذهاب على الرجال فقط وإنما للشاعرات والأديبات من العنصر النسوي، دور كبير في هذه النهضة الأدبية الكوردية مثل الشاعرة والقاصّة مهري حسيني ومريم حاتمي ومعصومة كومه جمهور وطيبة كريمي ومهري خسروي وغيرهن الكثيرات من الأسماء اللامعة في مجال الأدب والشعر والفن بجميع تفرعاته. 
 
ولد علي الفتي زاده عام 1977 في مدينة سربيل ذهاب وكتب العديد من القصائد باللغتين الفارسية والكوردية باللهجة الجنوبية، وهو أحد أعضاء معهد زانست الأدبي الذي يشرف عليه الدكتور كامران رحيمي، ويعد الفتي زاده من الشعراء الرواد في مجال كتابة الشعر والقصة باللغة الكوردية، ويكتب قصائده بالإعتماد على ثقافته وتجربته الخاصة.
 
في عام 2003، حاز ديوانه المعروف بـ (كتاب خاكستري) على جائزة منظمة الشباب الوطنية في غرب إيران، كما حاز كتابه (هواي هرات)، على إحدى جوائز مهرجان نيما الشعري، فيما تم اختياره في عام 2012 كأفضل شاعر كوردي خلال السنوات الخمس الأخيرة في مهرجان مولوي الشعري، الذي أقيم في مدينة سنندج، ويحتل الشاعر(علي الفتي زاده) مكانة خاصة في ترسيخ أصالة الشعر وسعى من خلال التلاقح بين اللغتين الكوردية والفارسية أن يخطوا نحو الكتابة التركيبية في مجال الشعر ويعد كتاب (هواي هرات) الذي طبع عام 2004 باكورة هذا الأسلوب الشعري.
 
عدا كتابة الشعر باللغتين الكوردية والفارسية، يعد الفتي زاده من كتاب الشعر الحر ومن بناة ورواد كتابة الشعر باللهجة الكوردية الجنوبية قبل أكثر من ثلاثة عقود وأحد أبرز الشعراء باللغة الفارسية في العقدين الأخيرين، كما قام بتحكيم وتقييم القصائد الكوردية والفارسية في عشرات المهرجانات على مستوى محافظته وايران بشكل عام، كما يعد من النقاد المحترفين في مجال الشعر.
 
على الفتي زاده، طالب دكتوراه في مجال فن (الجماليات) وفي السنوات الأخيرة تواصل مع قرائه عبر الكتاب حصراً، انتشرت قصائده الشعرية الكوردية في جميع المناطق الكوردية في شرق كوردستان، وأيضاً له تأثير على الموسيقى الكوردية. 
 
وأهم نتاجاته الشعرية والأدبية هي:
 
(آهوان ملل)، طهران عام 2011
 
(آنها از مرگ ترسیده بودند) مجموعة قصصية 2009
 
(از اين خوابيده تر) مدينة مشهد عام 2005
 
(كتاب خاكسترى) مدينة كرماشان، منبع الفن والمعرفة عام 2002
 
هوای هرات، مشهد: بوتیمار، 1388.
 
(سانه ناو)مجموعة شعرية(باللغتين الكوردية والفارسية) 2010
 
(گه‌رمه‌شین)مجموعة شعرية باللهجة الكوردية الجنوبية 2010.
 
(گیان) مجموعة شعرية باللهجة الكوردية الجنوبية 2008
 
(سزیان وه‌فر) مؤلف، 1392.
 
سروەت باشوور، کرمانشاه، دیباجة 2016. 

AM:12:56:03/01/2023