مدارات حرة :المنافقون يسممون حياتنا !
شامل عبد القادر
المنافق كلمة مشتقة من النفاق وماخوذة من " النافقاء" والنافقاء هو المخرج المستور لجحر اليربوع حيث ان لجحره مخرجان احدهما ظاهر يسمى " القاصعاء" والاخر غير ظاهر مستور بالتراب يسمى " النافقاء" وهذا المخرج يستخدمه اليربوع في الحالات الطارئة !!
وفي الاسلام عنت كلمة المنافق على الشخص الذي يظهر الاسلام قولا وعملا ويضمر الكفر في نفسه .. وتطورت كلمة المنافق عبر التاريخ واصبحت مثل كرة الثلج وحمل معان كثيرة ومتعددة لكنها في المجمل تدور – كما يقول المثل الشعبي العراقي – حول " ابو الوجهين "!
وردت كلمة المنافق والمنافقون "36" مرة في القران الكريم !!
وانتقلت ظاهرة النفاق الى العلاقات الاجتماعية بين الناس واختلطت بمعاني دنيئة اخرى كالانتهازية والوصولية ولعبت مغريات السلطة والحكم دورا في تثبيت ظاهرة النفاق للسلطان والحاكم من اجل الحصول على مغنم اوالتخلص من مخلص ومنافس !
وفي العراق الحديث والمعاصر ازداد شان هذا المصطلح الفاسد وانتشر كالنار في الهشيم بسب المغريات الضئيلة التي تلهث ورائها قطعان المنافقين في كل زمان ومكان !
من ابرز صفات المنافق هي : الخداع والكذب والتظاهر بالحقيقة والايمان والخوف والقلق من الفضيحة والرياء وتجهيل الناس ..
ووردت علامات المنافق في الاحاديث النبوية الشريفة وهي : قساوة القلب وجمود العين والاصرار على الذنب والحرص على الدنيا !!
والمنافق – في حياتنا العامة الراهنة – يصول ويجول لانه يجد بيئة اجتماعية صالحة لنموه بسبب انتشار الفساد والاكاذيب والخيانة والجرائم وخيانة الامانة وشهادة الزور والطعن في السمعة وغياب الضمير واحيانا انعدام الشرف الشخصي وانا اعرف اشخاص حسبوا سنوات على الثقافة وعالم التاليف لكنهم افتقدوا لكلمة الشرف والضمير الحي فقد تحولوا نتيجة الحسد والحقد والغيرة الى كائنات مريضة لاتحسب اي حساب لما تتفوه به وماتزعم تجاه الاخر ظلما وزورا ونفاقا !!
المنافق اخطر كائن عرفته البشرية ولم ينقطع نسله حتى الان وهو مذموم في القران وفي الاحاديث النبوية ويحتقره الانسان السوي .. المنافق انسان خسيس وجيفة نتنة تمشي على ساقين تنشر رائحتها التي تزكم الانوف ومازالت هذه الكائنات تملا الاجواء الصحية بهوائها النتن في مقاهينا ومحلاتنا ومكتباتنا وصحفنا ومؤسساتنا السياسية والدينية والعلمية والاكاديمية والجامعية بل وفي مساجدنا وحسينياتنا للاسف الشديد .. المنافقون يسممون حياتنا !!.
almashriqnews